آمال : هلّات

نشر في 31-10-2017
آخر تحديث 31-10-2017 | 00:14
 محمد الوشيحي تمام. كما يقول الترك. قدمت الحكومة استقالتها، وسيُعاد تشكيلها مرة أخرى. الأسئلة الآن كالتالي: هل تابعت الحكومة- مثلنا- الأخبار الإقليمية والدولية؟ وهل قرأت عن أعواد الكبريت التي تقترب شيئاً فشيئاً من حقول النفط والغاز؟ هل الحكومة كانت راضية عن تشكيلتها المستقيلة، ولولا طلب طرح الثقة المقدم بوزيرها محمد العبدالله ما كانت استقالت لتعيد تشكيل نفسها، أو تسليح نفسها، بكفاءات كويتية تتناسب وخطورة المرحلة؟

هل تعرف الحكومة، أو بالأحرى، هل يعرف رئيسها كم عدد سكان الكويت، كي لا يحصر نفسه، أو لا يحشر نفسه، في خيارات محدودة وشخصيات معدودة مكرورة مرفوضة شعبياً، في الغالب؟ هل سيتلقى مجلس الوزراء- كعادته- الأوامر ويرفع يد الموافقة من دون مناقشة؟ هل سيتم انتقاء وزراء يقبلون بتحجيم المنصب الوزاري ليصبح الوزير مجرد مدير؟ هل سيؤمر كل وزير بأن "يبص في ورقته" فقط، ولا يملك الحق في مناقشة زملائه الوزراء في أعمالهم وخططهم، كما يُفترض؟

هل ستستمر الحكومة على نهجها القديم الدميم، في "تضبيط" النواب لكسب أصواتهم على حساب الوطن والناس؟ هل ستجزع من الاستجوابات- كعادتها- وتنوح و"تشكي الحال وتجر موّال" وتتحجج بعرقلة البرلمان لمسيرتها، كعادتها أيضاً؟ هل ستستمر في الاكتفاء بالتصريحات العائمة الخالية من الملح والليمون والفلفل، على شكل "الحكومة تسهر على خدمة المواطن"، "الحكومة تهدف إلى رفع مستوى التعليم"، ثم تكتفي بتصريحاتها، ولا تطبقها على الأرض؟

هل ستستمر الحكومة المقبلة في السير على خطى شقيقاتها الكبريات بالتكتم ومحاربة الشفافية، واعتبار الشعب لا يستحق معرفة ما يدور، بل وتحاسب كل مَن يكشف ما يدور؟ هل ستستمر الحكومة المقبلة، كما شقيقاتها الكبريات، في جر الكويت إلى القاع في التصنيفات العالمية، في كل المجالات، بدءاً من الحريات، وليس انتهاءً بالتعليم والصحة وتطوير الأعمال ووو؟

"هلّات" لا تنتهي، ولا تكفيها صفحات الصحف، سأختصرها بـ"هل" واحدة: هل سنرى حكومة تختلف اختلافاً كاملاً وكلياً عن سابقاتها، أم سيتمتم الشعب وهو يضرب كفاً بكف: "هذا سيفوه وهذي خلاجينه"؟

back to top