«آنا أقولك شتفرق»

نشر في 13-10-2017
آخر تحديث 13-10-2017 | 00:06
نحن من يوسع الفرق بيننا وبينهم، ندفعهم للأمام لنستطيع أن تكون القوة معاكسة فنهبط للأسفل عبر خرق المركب من أجل المنصب، لنتمتع حينها بكرسي مريح، وأختام ومكتب كبير.
 فواز يعقوب الكندري طبيعة فطرة الإنسان تدفعه دائماً إلى الممنوع، فلولا وجود قانون يحكمه لأُصيب المجتمع بداء الفوضى، ففي فترة وجودي في مدينة "ليڤربول" للدراسة استغربت من كمية ثقافة هذا الشعب، حتى أني بينت لأحدهم مدى إعجابي باحترامهم لوطنهم والاهتمام بمظهره، فرد علي قائلاً: نحنُ يا سيدي بشرٌ مثلكم، نبحث عن الخطأ الذي يرضي ذاتنا ومصلحتنا ونريد أن نمضي فيه، لكننا نخاف العقاب، فالقانون في المملكة المتحدة يا صديقي لا يرحمك مهما كان نسبك ومكانتك.

وجه رئيس مجلس الأمة سؤالاً وهو على منبر حملة "أمانة" إلى مليون كويتي قائلاً: "شتفرق شعوب اليابان وألمانيا عنا؟!"، وشعرت بأن إجابة هذا السؤال بصدق دون تزلف ستوضح الصورة لسائله، فربما لا يعلم هو عن الإجابة لكثرة أشغاله، فاسمح لي يا سيادة الرئيس أن أجيبك دون تملق، فنحن بحاجة إلى أن نفتح صدورنا لكم في الوقت الذي يفتح الناس لكم جيوبهم.

في اليابان يا معالي الرئيس يأكل مدير المدرسة وجبة الإفطار قبل الطلبة بنصف ساعة ليتأكد من سلامته، استشعاراً منه بأن سلامتهم هي أهم مهامه، وفي اليابان أيضاً معدل تأخير القطارات سبع ثوان في السنة لأنهم يقدسون "تكتكة" عقارب الساعة، وأما في ألمانيا يا سعادة الرئيس فإن من يخالف سياسة السيدة "أنجيلا ميركل" لا يعاقب ولا يشكك في ولائه، فإنهم يتعاملون مع الآراء المخالفة على أنها مشاركة في صناعة المجد لوطنهم.

ولا يمكن أن يتوسط أسطورة الكرة الألمانية "مولر" لأخيه فيتم تعيينه وكيلاً مساعداً في وزارة الشباب والرياضة، إيماناً منهم بأن المحسوبية تشرخ بنيان التطور وتدفعه للانهيار، ولأنك استشهدت يا سيادة الريس بالمصطفى، عليه الصلاة والسلام، في حديثك، فإنه يقول أيضاً: "لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها"، ليقينه الثابت بوجوب تطبيق القانون على القريب قبل البعيد، فيجب ألا يكون القانون على الضعيف "وضعيا" وعلى القوي "وضيعا".

هذا لا يعني أيضاً أن سؤالك الموجه إلينا لا يمسنا، فالفرق بيننا وبين هذه الشعوب شاسع جداً، فالشعب الفرنسي لم يتأخر في أن يلاحق "ساركوزي" جنائياً لقضايا متعلقة بتمويل حملته الانتخابية، في حين أغلب الشعب يلاحق النواب حاملا شعار: "النوط مقابل الصوت".

نحن من يوسع الفرق بيننا وبينهم، ندفعهم للأمام لنستطيع أن تكون القوة معاكسة فنهبط للأسفل عبر خرق المركب من أجل المنصب، لنتمتع حينها بكرسي مريح، وأختام ومكتب كبير، فأمضينا نمتطي الأعراف في وزارة الأوقاف، ونرتضي بالنجاسة فنعتبرها سياسة، ومدارس للتعليم بحاجة إلى تعقيم، والبلد دون رياضة، وهذه يا سيدي الخُلاصة.

back to top