نظرة من خارج الدائرة

نشر في 10-10-2017
آخر تحديث 10-10-2017 | 00:09
 يوسف عبدالله العنيزي قبل أسابيع قليلة التقيت في البلاد أستاذا فاضلا من خبراء الأمم المتحدة في مجال القوى البشرية وهيكلة العمالة، وكان في زيارة عمل للبلاد، كان لقاء مطولا تطرق الحديث فيه للعديد من المواضيع، وعند الاستفسار منه عن رأيه الشخصي لما شاهده وعايشه في دولة الكويت خلال الأشهر التي قضاها في البلاد تردد بعض الوقت، ولكن نتيجة إصراري على سماع آرائه بدون مجاملة أو اختيار للعبارات انطلق الصديق العزيز في حديثه.

وأكد صحة أن من ينظر إلى الدائرة من الخارج يستطيع أن يرى كل أجزائها، ومن هذا المنطلق فقد استطاع ما أمكن رؤية الكثير من الأجزاء التي قد يصعب على من يعيش داخل الدائرة رؤيتها، وأضاف بأني قد زرت العديد من دول العالم، ولكني أصدقك القول أنني فوجئت بما تملكه دولة الكويت من إمكانات إيجابية ورخاء اقتصادي واستقرار اجتماعي ومستوى معيشة متقدم، ومستوى متدن من الحوادث قياسا بما تعانيه العديد من دول العالم، والأهم ديمقراطية حقة متأصلة منذ نشأت الدولة.

ولكن تشوب هذه الإيجابيات التي ذكرنا بعضها بعض السلبيات التي غدا الوطن يعانيها، وأعتقد أن بعضها مفتعل لأسباب أعتقد أني أجهلها، وتشارك في هذه السلبيات الحكومة مع المواطن، وليس أعضاء مجلس الأمة بعيدين عنها، وهذا في اعتقادي شيء طبيعي، فليس في عالمنا المعاصر مدينة أفلاطون الفاضلة، ولكن كم أتألم وأنا أرى بعض أبناء الوطن وهم يحاولون الهدم بدل البناء.

ومن ناحية أخرى كم هو رائع أن نرى تبادل الآراء على صفحات الجرائد بحرية مطلقة، بل على الصفحة الواحدة ذاتها نرى كل الآراء وتنوعها مما يتيح للقارئ الإحاطة بالمواضيع من كل جوانبها، ولكن المؤسف أحيانا أن نرى البعض وقد انزلق في اختيار المفردات التي تذكرنا بالمذيع سيئ الذكر أثناء فترة الاحتلال الغاشم، والذي يختم أخباره بعبارة فليخسأ الخاسئون فأخسأه الله هو وقادته.

كم هو مؤلم أن نرى العالم وقادته وهم يشيدون بالكويت وقيادتها وهي تقود العالم في المجال الإنساني ومحاولات تحقيق السلام وحل بعض الأزمات التي تعانيها بعض مناطق العالم، نرى البعض وهم يغرسون الخناجر في ظهرها، ولعل من أخطر السلبيات التي تعانيها دولة الكويت هذه الأعداد الهائلة من الوافدين، والتي تتجاوز نسبة الأمية فيها 70 في المئة مما يؤدي بالضرورة إلى سحب البلاد إلى الخلف، فمهما بذلت الحكومة من جهود وبناء وإقامة مشاريع فلن يؤدي ذلك إلى التقدم والتنمية، وللأسف أن تلك الأعداد تدخل ضمن ما يسمى "شراء الإقامة" خدمة لمصالح فئات معينة في عمل واضح ضد مصالح الوطن، وفجأة توقف صاحبي عن الكلام قائلا: إنه قد يكون قد تجاوز بعض الخطوط والآن إلى لقاء آخر.

من ناحية أخرى فبعد تقديمى أوراق اعتمادي لفخامة الرئيس حارس سيلاتش سفيرا غير مقيم لدولة الكويت لدى جمهورية البوسنة والهرسك الصديقة جرى حديث شيق وصريح مع فخامته، فتحدث بأريحية عن دولة الكويت وقيادتها ونظامها، مؤكدا أنه يتابع الأحداث في الكويت، والتي تثير الإعجاب.

وأضاف بأن بلاده تمارس ديمقراطية ليست بعيدة عن الديمقراطية الكويتية، فهناك معارضة شعبية وإعلامية ونيابية، ولكن متى ما كان الأمر أو الموضوع أو القانون يتعلق بالوطن وسلامته يقف الجميع صفا واحدا، ويتلاشى الخلاف تماما، خصوصا ونحن ما زلنا نشم رائحة دخان القنابل والصواريخ والحصار والجيوش التي كادت تلغي الوطن ووجوده، ولكن بوحدتنا وصمودنا هزمنا تلك الجيوش.

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

سؤال بريء:

معالي وزير التربية: بعد التحية، هناك سؤال يتردد عما يحدث في اللجنة الوطنية لليونسكو؟ ولماذا تلجأ بعض المواطنات إلى مخافر الشرطة للشكوى؟ وهل يعقل ذلك، ولا نستثني هنا بعض أعضاء مجلس الأمة ممن هم على اطلاع على ما يجري؟

نرجو أن يحظى الموضوع باهتمامكم مع الدعاء لكم بالمزيد من التوفيق والنجاح.

back to top