«مام جلال» يرحل في لحظة عراقية فارقة

جنازة أول رئيس كردي للعراق تجمع الخصوم

نشر في 04-10-2017
آخر تحديث 04-10-2017 | 00:08
الطالباني في عام 2007
الطالباني في عام 2007
لا يعد رحيل الزعيم الكردي جلال الطالباني، أمس، مجرد تاريخ لوفاة أول رئيس كردي للعراق، إذ بقي في منصبه ثمانية أعوام (2006-2014)، فالرجل كان إحدى الشخصيات النادرة، التي أحبها العراقيون وتعاطفوا معها، إذ كان «مطفئ الحرائق» حين تندلع، والقادر على استحضار روح الدعابة، إلى درجة أنه يسرد للجمهور طرائف شعبية تسخر منه، ويتفاخر بحفظ قصائد مطولة من الشعر العربي، كما أنه أحد القلائل الذين أقنعوا طهران وواشنطن بأنه صديقهما في الوقت نفسه.

لكن وصف الطالباني، الذي لقب بـ«مام» جلال أي العم جلال تحبباً، بأنه «آخر الزعامات التاريخية» في السياسة العراقية ينطوي على مأزق كبير، إذ وافته المنية بألمانيا في توقيت حرج جداً.

ورغم مرضه الشديد، الذي أبعده عن التأثير منذ عام 2013 ، تؤكد مصادر أنه كان ملماً بتطورات الأزمة بين أربيل وبغداد، مرجحة أنه كان يعارض الاستفتاء الكردي على حق تقرير المصير، الذي أجري في 25 سبتمبر الماضي وفتح أزمة كبيرة أغلقت مطارات كردستان وقيدت منافذ الإقليم الحدودية للمرة الأولى منذ سقوط صدام حسين.

وأكبر التساؤلات، التي يثيرها رحيل «مام» جلال الذي كان متوقعاً منذ سنوات، يتعلق بمصير حزبه الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي يمثل الوضع السياسي الخاص للسليمانية وكركوك، مقابل منافسه التاريخي الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني ذي النفوذ في أربيل وأطرافها، فبينما يتماسك الأخير بفضل تحالفات القبائل الكبرى وثروة النفط، يتمزق حزب الطالباني وتكثر انشقاقاته بسبب نزعات اليسار العميقة وتعقيدات التنوع الثقافي شمال شرقي العراق، وتبدو عائلة الرئيس السابق في أضعف حالاتها أمام تشرذم تنظيم الحزب، وتصاعد نفوذ منافسهم البارزاني المتحكم في ملف استقلال كردستان هذه اللحظة.

وكما كان الطالباني في حياته قادراً على جمع الفرقاء العراقيين في أحلك اللحظات، تنشغل الصالونات السياسية الآن بتساؤل حول شكل جنازته ومن سيحضرها. فقد امتنع اللقاء أو كاد بين قادة كردستان ورجالات الدولة في بغداد بسبب إجراءات «الانفصال»، لكن من المرجح أن يكون رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي في الجنازة الرسمية بحضور البارزاني رئيس الإقليم وخصوم آخرين، وسط ترقب عما يمكن أن ينتجه اجتماع حزين ومعقد مثل هذا في جنازة «الرئيس».

back to top