«يا زين الكويت» (3)

نشر في 03-10-2017
آخر تحديث 03-10-2017 | 00:14
 يوسف عبدالله العنيزي يقول بعض الإخوة الأصدقاء إن لإقامتي في بعض دول أميركا الجنوبية مدة تتجاوز أربع سنوات تأثيرا واضحا على مقالاتي، ليس من حيث محتواها فقط، بل في الميل لجعلها على شكل مسلسلات إسوة بالمسلسلات الفنزويلية والمكسيكية التي يتجاوز عددها أحيانا المئة حلقة، فما يكاد المشاهد يصل إلى الحلقة الثلاثين حتى يكون قد نسي أحداث الحلقات الأولى.

وقد وعدت الإخوة الأصدقاء بأني سأقوم جاهدا بتلخيص المقالات السابقة ما أمكن ذلك، فعلى سبيل المثال وبعد نشر المقال السابق بالعنوان نفسه تلقيت عددا من الاتصالات والرسائل من إخوة كرام من مواطني بعض دول مجلس التعاون تحمل عتباً عزيزاً مضمونه أن المقال قد ركز على الكويت الغالية عندما كانت القيادة في ركابها، وكأنكم نسيتم أو تناسيتم ما وصلت إليه دول مجلس التعاون من نهضة وتطور ونمو، نحن ندرك أن من أضاء روح التنافس في المنطقة هي الكويت الغالية، وكان تأثيرها كبيرا وواضحا على كل مجتمعات دول المنطقة، وفي كل مجالات الحياة، ولكن هل يعني ذلك أنكم تخليتم الآن عن ذلك الدور، لماذا؟ نعم نحن نعلم أن هناك بعض المنظرين والمتشائمين، وهناك من يحاول تكسير المجاديف، ولكن ذلك يجب ألا يمنعكم من رفع والراية مرة أخرى، ولكن هذه المرة جنبا إلى جنب مع دول المجلس بلا استثناء.

لكم سعدت بتلك الاتصالات فما زالت الكويت تحتل مكانتها في وجدان أهل الخليج وقلوبهم، وليس أدل على ذلك من تلك الفترة عندما تعرضت الكويت الغالية لغزو غادر، فكانت بيوت وقلوب أهل الخليج سكنا لأهل الكويت، واحتضنت المملكة العربية السعودية بقيادتها الحكيمة القيادة الكويتية، والواقع أنني لم أنس ولن أنسى ما وصلت إليه دول المجلس من تطور وعمران وتنمية، بل إننا نفخر ونعتز بذلك.

فقد كانت الكويت الشعلة التي أضاءت روح التنافس الرائع بين دول المنطقة التي غدت مركز اهتمام العالم ومحور تحركاته، كم هو رائع أن نرى مدينة دبي وقد غدت درة العالم! وكم هو رائع أن نرى رياض المجد وهي تقود العالم العربي والإسلامي بكل قوة اقتدار، وتبذل أقصى الجهد من أجل خدمة ضيوف الرحمن مهما زادت الأعداد! وكم هو رائع أن نرى راية قطر المستقبل وهي تنشر الود والمحبة في ربوع خليجنا الجميل! وهناك في أحضان الخليج تتربع جزيرة "ديلمون" رمز الحضارة على مدى التاريخ، وهناك على سواحل بحر العرب تلوح بيارق العزة والفخر من أرض السلطنة والجبل الأخضر وسواحل صلالة.

وهنا يخطر على البال ذلك الاحتفال الرائع الذي جرى في مدينة "لايدن" الهولندية الذي أقامته جامعة لايدن العريقة بمناسبة تحمل سلطنة عمان تكاليف إقامة كرسي علمي تحت مسمى "تاريخ سلطنة عمان ودورها في نشر الإسلام في القرن الإفريقي"، وقد حضر الاحتفال معالي وزيرة الثقافة في السلطنة، كما قام أسقف كاتدرائية لايدن بإلقاء محاضرة أذهلت الحضور بعنوان "حياة النبي محمد".

هذه دول مجلس التعاون ستبقى رمزا للعزة والفخر، وسيبقى قادتها حريصين على شعوبهم وسلامة أوطانهم، وستزول هذه الغيوم التي تغطي سماءنا لتنزل أمطار الخير والبركة.

وأتمنى في هذا المقال أن أكون قد أزلت ذلك العتب العزيز على نفسي، حفظ الله دول مجلس التعاون وحفظ قادتها

وحفظ الله الكويت وقيادتها من كل سوء ومكروه.

back to top