علاج مناعي يحارب السرطان الأكثر شيوعاً بين الرضع

نشر في 01-10-2017
آخر تحديث 01-10-2017 | 00:04
No Image Caption
حدَّد باحثون هدفاً جديداً للعلاج المناعي، إذ يمكن أن يعالج ويمنع نمو الورم العصبي، وهو الشكل الأكثر شيوعاً من سرطان الرضع.
الورم العصبي نوع من السرطان يصيب عادة الرضع والأطفال، ويؤثر في تطوّر الجهاز العصبي، ذلك عبر مهاجمة الخلايا العصبية غير الناضجة في وقت مبكر من المرحلة الجنينية.

يمثل الورم العصبي نحو نصف أنواع السرطان لدى الرضع، لذلك فهو الورم السرطاني الأكثر شيوعاً والموجود لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنة. لسوء الحظ، ورغم أن العلاج متاح، فإن معدلات البقاء على قيد الحياة للأطفال الذين يعانون الورم العصبي عالي المخاطر، تبلغ راهناً أقل من 50٪.

حدّد علماء يرأسهم الدكتور جون م. ماريس، وهو طبيب الأورام لدى الأطفال في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا، الجزيئات على سطح خلايا الورم العصبي التي ربما تشكِّل هدفاً لعلاجات أكثر ملاءمة.

قاد الدراسة المؤلف الأول الدكتور كريستوفر ر. بوس، ونشرت النتائج في مجلة Cancer Cell.

استهداف الـ GPC2

يقول الدكتور بوس: «كان هدفنا تحديد جزيئية سطح الخلية التي يمكن أن يستهدفها العلاج القائم على المناعة، من دون الإضرار بالأنسجة السليمة». من أجل القيام بذلك، أجرى فريقه تسلسلاً وراثياً لحمض الـ RNA، وطور خط أنابيب قائماً على تسلسل هذا الحمض، والذي استخدم لأول مرة لمقارنة بيانات تسلسله من 126 ورماً عصبياً، مع بيانات حمض الـ(RNA) من الأنسجة الطبيعية.

من هذا النهج، حدد الباحثون 296 جينة منتجة مختلفة، ثم اختاروا منها أيضاً، من أجل العثور على «أفضل هدف للمرشح المناعي».

الدواء والأجسام المضادة

يمكن للصوم أن يساعد في علاج سرطان الدم الأكثر شيوعاً لدى الأطفال، فهل يمكن للصوم المتقطع محاربة سرطان الدم الليمفاوي الحاد؟ يقول الدكتور بوس: «باستخدام هذا النهج، حددنا بروتيناً يسمى غليبيكان -2، أو GPC2». والأخير واحدة من عائلة من بروتينات غليبيكان التي تتفاعل مع عوامل النمو ومستقبلات سطح الخلية، ما يؤثر في مسارات إشارات عدة داخل الخلايا المهمة في تطوّر السرطان».

كذلك وجد الباحثون أيضاً أن الـ GPC2 مطلوب للخلايا السرطانية كي تتكاثر وتنتشر. واقترحت البيانات كلها على العلماء أن هذا البروتين سيكون هدفاً صالحاً؛ والدواء الذي يقتله يمكن أن يبيد الخلايا السرطانية مع فصل الخلايا السليمة، فضلاً عن منع الخلايا السرطانية من الانتشار والتحول إلى ورم خبيث.

لاختبار هذا الأمر، طور الدكتور بوس وزملاؤه دواء من خلال جمع الأجسام المضادة التي يمكنها أن تتعرف إلى GPC2 مع دواء العلاج الكيماوي لتشكيل ما يسمى «متقارنة الدواء والأجسام المضادة» (ADC).

اختبر الفريق الـADC على الخلايا البشرية ونماذج الفئران، ووجد أنه نجح في قتل الخلايا السرطانية «من دون تسمم واضح». وفي الواقع، أظهر المكون «فاعلية متساوية مع مجموع 26 إلى 27 فأرة عبر ثلاث مجموعات من العلاج، مع الانحدار الكامل والمستدام للورم على مدى ثمانية أسابيع»، بحسب الباحثين.

وأضاف الدكتور ماريس: «علاوة على ذلك، تساعد نتائجنا في تطوير العلاجات الأخرى القائمة على المناعة، مثل خلايا T CAR، لدى الأطفال المصابين بسرطانات عدوانية متعددة بالإضافة إلى الورم العصبي».

كذلك شارك في بعض التوجيهات من أجل البحوث المستقبلية قائلاً: «ستكون خطواتنا المقبلة مواصلة تقييم الـ ADC وتطوير علاجات أخرى مناعية موجهة ضد الـ GPC2».

«بسبب الإنتاج الحاد من الغليبيكان بالإضافة إلى الـ GPC2 في أنواع السرطان الأخرى لدى الأطفال، ربما نتمكّن أيضاً من تطبيق هذا النهج على أنواع مختلفة من السرطانات»، ختم.

back to top