«ما مليتوا؟!»

نشر في 29-09-2017
آخر تحديث 29-09-2017 | 00:10
 فواز يعقوب الكندري كل سنة ومع كل عام دراسي جديد يبدأ الفرز، وتبدأ حشود القوائم الطلابية بتكثيف الحضور في ميدان الجامعة، هُنا قائمة تبحث عن قبيلة لها وجود فتمنح ابنها الرئاسة بعد أن يأخذ تزكية من شيخ القبيلة في الجامعة، وقائمة أخرى لو وضعت رجلا في الأرض وأخرى في السماء فلن تمنح كرسي الرئاسة إلا بعد أن يتم اعتماده في منطقة الروضة، وتبدأ الأهازيج والشيلات، وأحياناً تصل إلى مرحلة تبادل "بكسات"، فيحضر رجال الداخلية فيرفض رئيس الاتحاد دخولهم للحرم الجامعي بحجة القانون، فينتظرون خارج سور الجامعة، ليخرج طالب مهندس المستقبل وفرجاره مركز في أنفه.

"ما مليتوا" من تكرار الروتين النقابي الفاشل الذي يأخذ من أعماركم ويجمد طموحاتكم؟!

"ما مليتوا" من "الاستهبال" النقابي الذي تقوم به الاتحادات الطلابية بتوفير آلة حاسبة وفتح شعبة مغلقة لتصورها أنها إنجازٌ لكم رغم أنها حق من حقوقكم؟!

"ما مليتوا" من صمت الاتحادات الطلابية تجاه قضايا المجتمع المصيرية وخضوعها والاكتفاء ببيانات لا طعم لها ولا لون، وهي أشبه ببيانات جامعة الدول العربية؟!

"ما مليتوا" من كذب أغلب القيادات الطلابية في رفضها للعنصرية والطائفية، والتي تنتقد الحكومة ليلاً بسبب المحاصصة في التوزير لتصحو صباحاً فتفرز مناصب القائمة حسب العائلة والجنس والطائفة؟!

سُئل أحد العرب عن حلمه: ما الأحلام التي تتمنى أن تتحقق؟! فأجاب: أحلم ببيت يضمني أنا وعائلتي الصغيرة، فقيل له: هذه حقوقك، نحن نسألك عن أحلامك!

واستمرار أهم فئة في المجتمع في المضي في هذا الطريق المرسوم لها سيبقيهم في دائرة محدودة يتداولون همومهم دون أن يكون لهم تأثير في وطنهم، عليكم أن تعلموا أنكم الطاقة الأقوى في المجتمع، وأن تحركاتكم لو سارت في الطريق الصحيح فإنكم ستتخطون مرحلة انتزاع حقوقكم، وسيبدأ كلٌ منكم بتحقيق أحلامه وتطلعاته، فهناك من يحاولون أن يضيقوا عليكم دائرة العمل لأنهم يدركون مدى تأثيركم إن اتسع مدار طيران عقولكم وارتفع، وسيعملون جاهدين أن يشغلوكم في تنظيم دورة "بولينغ" في الوقت الذي هم يفكرون كيف يرمون كراتهم فيسقطون أجسامكم الخشبية وتتم إزالتها، فيأتي بعدكم جيلٌ جديد من تلك الأجسام ليمارسوا معهم العمل ذاته.

back to top