المبارك يلتقي إردوغان ويسلمه رسالة خطية من الأمير

• «ننظر إلى تركيا باعتبارها شريكاً اقتصادياً مهماً»
• يلدريم: تعاوننا العسكري مع الكويت ضرورة لتطورات المنطقة

نشر في 13-09-2017
آخر تحديث 13-09-2017 | 21:45
أكد رئيس وزراء تركيا أن التعاون العسكري بين أنقرة والكويت ضرورة ألزمتها التطورات الحاصلة في المنطقة، مشيراً إلى أن جهود سمو الأمير والكويت أسهمت في خفض وتيرة التصعيد بالأزمة الخليجية، لافتاً إلى دعم تركيا لتلك الجهود الرامية لإنهاء الأزمة.
سلم سمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء رسالة خطية من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد إلى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال استقباله له في القصر الرئاسي بالعاصمة التركية أنقرة مساء أمس، بمناسبة زيارته الرسمية تتعلق بالعلاقات الثنائية الوطيدة بين البلدين وسبل دعمها إضافة الى القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وأعرب سمو رئيس الوزراء عن سعادته بلقاء الرئيس إردوغان والاستماع إلى وجهات النظر تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية بين البلدين الصديقين ومواقفهما تجاهها.

وفي تصريح صحافي لدى وصوله إلى أنقرة أعرب سموه عن اعتزازه بزيارة تركيا التي ترتبط مع دولة الكويت بعلاقات تاريخية وطيدة لافتاً إلى أن زيارته تجسد عمق هذه العلاقات وتعكس الرغبة المشتركة في تطويرها والحرص المستمر على تدعيمها.

وقال سموه إن العلاقات بين الكويت وتركيا شهدت خلال الفترة الماضية تطوراً ملموساً ونمواً واضحاً في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والسياحية والثقافية "غير أننا نتطلع دائماً إلى تعزيز التعاون بين البلدين ليشمل العديد من المجالات الأخرى".

وأشاد بالتنسيق الدائم بين البلدين في مختلف المجالات خصوصاً السياسية والاقتصادية وحرصهما على تبادل الرؤى ووجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية. وذكر أن دولة الكويت تنظر إلى تركيا باعتبارها شريكاً اقتصادياً مهماً، وتسعى إلى تعميق الروابط وزيادة التبادل التجاري، وإتاحة الفرص الاستثمارية المشتركة، مبيناً أن دولة الكويت في الوقت نفسه تتمتع بمختلف المقومات الجاذبة للاستثمارات.

وأشار إلى أنه سيجري مباحثات مع المسؤولين الأتراك، لبحث سبل تطوير وتقوية العلاقات بين البلدين وتعزيز آفاق التعاون في العديد من المجالات التي تخدم مصالح الشعبين الصديقين.

خفض التصعيد

من جهته، أعرب رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أمس، عن تقدير بلاده للجهود السياسية التي يبذلها سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد لتعزيز أمن واستقرار المنطقة.

وقال يلدريم لـ "كونا" بمناسبة الزيارة، إن جهود سمو الأمير والكويت أسهمت في خفض وتيرة التصعيد بالأزمة الخليجية، مؤكدا دعم تركيا لتلك الجهود الرامية لإنهاء الأزمة.

وأشار الى الجولة الخليجية التي أجراها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، والتي شملت الكويت في الـ23 والـ24 من يوليو الماضي، حيث تبادل وجهات النظر مع القادة الخليجيين، وأعرب عن تأييد أنقرة بأعلى مستوى لجهود سمو الأمير لحل الأزمة الخليجية.

واعتبر أن تركيا والكويت تعدان نموذجا مميزا للعلاقات ذات الإرث الثقافي والتاريخي المشترك والمبنية على الثقة والاحترام المتبادلين، بما يخدم مصالح البلدين المشتركة.

ولفت يلدريم الى الإرادة السياسية المشتركة لتعزيز العلاقات بين الدولتين بما يضمن التعاون في مجالات جديدة، معربا عن اعتقاده بأن الزيارات المتبادلة بين البلدين على أعلى المستويات سيكون له الأثر الكبير في تعزيز العلاقات، فضلا عن الاجتماعات التي تعقد بين لجان الصداقة المشتركة بين تركيا ومجلس التعاون الخليجي.

وأوضح يلدريم أن الاتفاقيات الثنائية التي تجاوزت الأربعين اتفاقية شكلت قاعدة للعلاقات بين تركيا والكويت، وأرست الأساس القانوني لها، داعيا في هذه المرحلة الى تنويع وتعميق العلاقات القائمة والمتميزة بذاتها من خلال التركيز على تجديد سبل التعاون الثقافي الرامي الى التقريب بين الشعبين جنبا الى جنب مع المجالين السياسي والاقتصادي.

وشدد على ضرورة التعاون في المجال العسكري بين تركيا والكويت والاهتمام الجيد به لما ألزمته التطورات الحاصلة في المنطقة.

وأشار الى التنسيق الحثيث مع المعنيين في الكويت فيما يتعلق بالاستثمار المتبادل في القطاعات الواعدة مثل السياحة والصحة والسياحة الطبية والنقل والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والزراعة، مما يقوي الأواصر بين البلدين.

فرص مشتركة

وفي هذا الصدد، دعا يلدريم الى الاستفادة من الفرص المشتركة بين البلدين لرفع حجم التبادل التجاري الى 5 مليارات دولار على المدى المتوسط والبعيد، لافتا الى أن حجم التبادل التجاري بين تركيا والكويت بلغ 1.287 مليار دولار في عام 2016، وسيكون بنفس القيمة تقريبا في العام الحالي.

وأضاف أن عدد الكويتيين الذين زاروا تركيا العام الماضي بلغ 180 ألف سائح، في حين زارها نحو 95 ألف كويتي في النصف الأول من العام الحالي.

وبين يلدريم أن تركيا أصدرت قرارا من جانب واحد بإلغاء تأشيرة الدخول عن المواطنين الكويتيين، والذي دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 15 أغسطس الماضي، مما يمكن حاملي جواز السفر الكويتي من دخول تركيا من دون تأشيرة، مع إمكان الإقامة لمدد تتراوح بين 90 و180 يوما.

وعزا أسباب تزايد شراء المواطنين الكويتيين للعقارات بتركيا الى الثقة والأمان اللذين يميزان تركيا وشعبها، مشيرا الى أن القوانين والتشريعات التركية الجديدة منحت المواطنين الأجانب، بمن فيهم الكويتيون الذين يمتلكون عقارات، الحصول على إقامة قصيرة المدة، في حين نصت التعديلات على ترشيح الأجنبي الذي اشترى عقارات بمبالغ معينة للحصول على الجنسية التركية.

وشدد على استمرار جهود بلاده لتنفيذ خطة العمل المشترك التي أقرت في الكويت عام 2010 خلال اجتماع الحوار الاستراتيجي الخليجي التركي، معتبرا الكويت نافذة على الخليج تستعى تركيا الى تعزيز علاقاتها السياسية والاقتصادية معها وتنميتها لتشمل مجالات أخرى أرحب.

حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 1.287 مليار دولار في عام 2016

95 ألف كويتي زاروا تركيا في النصف الأول من العام الحالي
back to top