بعد عقدين على رحيلها... الأميرة ديانا ما زالت ملكة القلوب!

نشر في 18-08-2017
آخر تحديث 18-08-2017 | 00:00
توفيت الأميرة ديانا عام 1997 في حادث سير في باريس. خلال الأيام التي تلت الحادثة، انتشرت نظريات المؤامرة التقليدية في صحف الفضائح سريعاً، وتسمّر الناس إزاء شاشات التلفزة لمشاهدة مراسم دفن الأميرة المهيبة بين أفراد عائلتها وحشود من الغرباء، وبدا البعض هستيرياً في حزنه على امرأةٍ لم يقابلها يوماً.
بعد مرور 20 عاماً، يسود شعور عام بأن الأميرة لا تزال موجودة في كل مكان ولو بطريقة مختلفة.
نُظّم معرض لملابس الأميرة ديانا في قصر «كنسينغتون» وصدرت مجموعة من صورها الأسطورية ضمن كتاب من 200 صفحة بعنوان Remembering Diana: A Life in Photographs» لنتذكّر ديانا: حياتها بالصور». كذلك سيوضع تمثال لها في الحدائق العامة التابعة لقصر «كنسينغتون»، وستبث قناتا «بي بي سي» و«إتش بي أو» أفلاماً وثائقية عنها في وقت لاحق من هذه السنة. ولا ننسى حضورها الدائم عبر الإنترنت والمقالات شبه اليومية التي تحمل عناوين جاذبة ومثيرة للجدل.

من الواضح أن هذه التطوّرات الأخيرة تتعلّق بذكرى مرور عقدين على وفاتها. لكن ماتت شخصيات بارزة كثيرة في ظروف مشبوهة، ولم تحصد هذا الكم من الانتباه والتعاطف!

يُجمِع الخبراء على اعتبار الأميرة ديانا شخصية أسطورية، وترسخت مكانتها هذه بعد موتها بطريقة محزنة. كان لافتاً ما فعلته العائلة المالكة في الفترة الأخيرة حين أقدمت على استعمال اسم «ديانا» مجدداً، ووضع شخصيتها تحت مظلتها لإبقاء الأسطورة حية بطريقة إيجابية جداً.

الأميران

ستُعرَض مقابلات مع الأميرين ويليام وهاري حيث يقدِّمان معلومات واضحة في هذا الشأن أكثر من أي وقت مضى. صحيح أنهما يعبّران بذلك عن حبهما لوالدتهما لكن تعكس هذه الخطوة في الوقت نفسه خطة استراتيجية مقصودة. لم تعد ديانا تُعتبر «متمردة» كما قيل بعد طلاقها العلني من الأمير تشارلز، بل يفكِّر بها الناس اليوم باعتبارها الجدّة التي كانت لتصبح عليها، ويتذكّرها الجميع بأعمالها الخيرية. لا يتّضح هذا الجانب في المقابلات فحسب، بل في ميل ابنَيها إلى دعم الجمعيات الخيرية نفسها وحصول زوجة ابنها كيت على خاتمها.

4 مراحل كبرى

مرّ اسم «ديانا» بثلاث مراحل كبرى في الصحافة: أولاً كأميرة ساذجة، ثم كضحية للعائلة المالكة، وأخيراً كامرأة صالحة وشبه قدّيسة نتيجة للتعاطف العام بعد موتها.

في الفترة الأخيرة، بدأت المرحلة الرابعة على ما يبدو، فباتت ديانا شخصية أكثر تعقيداً، في نظر كثيرين، وتزيد القصص المنطقية حول أسباب انهيار زواجها بعدما اعتُبرت زوجة تشارلز الراهنة، كاميلا، المرأة الشريرة في القصة فترة طويلة.

لطالما اعتُبرت ديانا أيضاً الأم الصالحة التي جعلت ابنَيها يقفان في صفوف الانتظار في المتاجر مثل الآخرين، ولم تكن تتردّد في معانقتهما في الأماكن العامة.

على صعيد آخر، يمكن نَسب الاهتمام المتواصل بالأميرة ديانا إلى روابطها الشخصية مع عدد هائل من الناس. لطالما كانت حساسة تجاه قضايا إنسانية كالتشرّد ومرض الجذام، وعُرِفت بتعاملها البسيط و«غير الملكي» مع الناس. كذلك لم تخجل يوماً من كشف عواطفها علناً، لذا شعر الناس بأنهم يعرفونها.

لكن ماذا عن الأشخاص الذين كانوا أطفالاً في عصرها، أو ما كانوا وُلدوا قبل وفاتها؟ تأثر بها الأهالي لدرجة أنهم احتفظوا بصحف تشمل أخباراً عن موتها، وعرّفوا أولادهم إليها ومنحوهم أغراضاً شبيهة بأغراضها، ما يفسّر تأثيرها المتواصل في الجيل الشاب أيضاً. هي كانت تبث الحياة في العائلة المالكة ولم تتردّد في الإمساك بأيدي مرضى الإيدز، محدثةً بذلك ثورة حقيقية في السلوكيات الملكية. حتى أنها أثّرت في أزياء الجيل الجديد من نساء العائلة المالكة.

هذا هو حجم تأثير الأسطورة ديانا! قالت الأميرة في إحدى مقابلاتها إنها تريد أن تصبح «ملكة قلوب الناس». بعد مرور 20 سنة على وفاتها، يمكننا أن نؤكد بكل ثقة أنها حققت هدفها!

العائلة المالكة وضعت شخصية ديانا تحت مظلتها مجدداً لإبقاء الأسطورة حية
back to top