فيرجينيا تلملم جراحها... وترامب يتدارك تساهله مع «اليمين»

• مقتل 3 دهساً وكشف منفذ الهجوم
• «FBI» يبدأ التحقيق
• مكوليف يعلن الطوارئ ويمنع مسيرة القوميين

نشر في 13-08-2017
آخر تحديث 13-08-2017 | 21:45
حاول البيت الأبيض تدارك عدم توجيه الرئيس دونالد ترامب اللوم إلى جهة معينة في الاشتباكات العنيفة، التي اندلعت بين محتجين وقوميين بيض في ولاية فيرجينيا، وتسببت في مقتل 3، بإدانة كل أشكال العنف، بما فيها ما يمارسه المنادون بتفوق العرق الأبيض والنازيون الجدد.
مع انشغال ولاية فرجينيا في لملمة جراح مسيرة اليمين الأميركي المتطرّف في مدينة شارلوتسفيل، التي تحولت إلى مأساة قتل فيها 3 دهساً وأصيب العشرات، أعلن البيت الأبيض أمس أن الرئيس دونالد ترامب، الذي تلقى سيلاً من الاتهامات بالتساهل مع المجموعات القومية، يندد "بكل أشكال العنف"، بما فيها "بالتأكيد" ذلك الذي يمارسه المنادون بتفوق العرق الأبيض والنازيون الجدد.

وقال متحدث باسم البيت الأبيض، إن "الرئيس قال بقوة أمس الأول (السبت) إنه يدين كل أشكال العنف، وانعدام التسامح والكراهية. وهذا يشمل بالتأكيد المنادين بتفوق العرق الأبيض، و(جماعة) كو كلوكس كلان، والنازيين الجدد، وكل المجموعات المتطرفة".

وتحولت مسيرة وحّدوا اليمين المثيرة للجدل التي نظّمتها مجموعات من اليمين الأميركي المتطرّف أمس الاول في مدينة شارلوتسفيل بولاية فيرجينيا إلى مأساة، عندما أقدمت سيارة على صدم مجموعة من الأشخاص خرجوا في تظاهرة مضادّة تنديدا باليمين المتطرف. واندلعت اشتباكات بين ​الشرطة الأميركية​ وتجمع لأنصار اليمين على خلفية التظاهرات التي تنظمها مجموعات من "القوميين البيض" ضد قرار إزالة أحد التماثيل التي تمثل ​العبودية​.

وبلغت حصيلة ضحايا العنف في شارلوتسفيل ثلاثة قتلى، بينهم امرأة قضت في عملية الصدم، وفق ما أعلن مسؤول في البلدية.

وأظهر شريط فيديو بُثّ على مواقع التواصل الاجتماعي سيّارة داكنة اللون تصدم بعنف مؤخرة سيارة أخرى قبل أن تنطلق مجدّدا في اتجاه الخلف وسط متظاهرين.

وقال أشخاص كانوا موجودين في المكان، إن ضحايا عملية الصدم هم متظاهرون أتوا للتنديد بوجود مجموعات لليمين المتطرّف في شارلوتسفيل. ولاحقا قال المسؤول في بلديّة فيرجينيا موريس جونسون خلال مؤتمر صحافي: "جاء أشخاص إلى هنا من أجل التسبّب في الإرباك والفوضى والاضطراب، مما أدى إلى سقوط ثلاثة قتلى".

وقال رئيس شرطة شارلوتسفيل، آل توماس، إنّ القتيلة التي سقطت في عملية الصدم تبلغ الثانية والثلاثين من العمر، وكانت تجتاز الطريق عندما صدمت السيّارة مجموعة المتظاهرين.

وحادث الصدم الذي بدا أنه كان متعمّداً، دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إدانة أعمال العنف. وكان ترامب علّق من بدمينستر في ولاية نيوجرسي حيث يمضي إجازة قائلاً: "ندين بأقصى التعابير الممكنة تظاهرة الكراهية الضخمة هذه، والتعصب الأعمى، وأعمال العنف التي تسبّب بها أطراف عديدون".

وأضاف ان "بلادنا تشهد ذلك منذ فترة طويلة. الأمر لا يتعلّق بدونالد ترامب، لا يتعلّق بباراك أوباما، هذا يحدث منذ وقت طويل جدا"، مشدّدا على أنّ "الكراهية والانقسام يجب أن يتوقفا الآن".

انتقادات لترامب

وواجه ترامب سيلا من الانتقادات، لتجنب تحميل المسؤولية لمناصري اليمين المتطرّف أو لمناهضيهم. وسارع السناتور الجمهوري ماركو روبيو الذي نافس ترامب على ترشيح الحزب في انتخابات الرئاسة، إلى القول إن رد فعل ترامب الأولي كان هزيلا.

وعلى "تويتر" كتب روبيو: "من المهم أن يسمع الشعب منه (ترامب) وصف حقيقة الأحداث في تشارلوتسفيل أي أنه هجوم إرهابي من العنصريين البيض". كما سارعت جماعات الحرية المدنية إلى انتقاد سياسات وخطاب ترامب، منتقدين العنف الذي وقع.

من جانبه، دافع الاتحاد الأميركي للحريات المدنية عن حق القوميين البيض في التظاهر. ورغم ذلك، فقد أكد الاتحاد غير الهادف للربح، في تغريدة على "تويتر"، أنه "لن نلتزم الصمت حيال مبدأ سيادة البيض. فمن يقفون صامتين يدعمون ذلك. ومن بينهم رئيسنا".

وربطت جماعة "مشروع النصر اللاتيني"، وهي جماعة تدعو إلى زيادة التمثيل اللاتيني في الحكومة، هي الأخرى بين أعمال العنف والرئيس.

كذلك، قال رئيس مجلس النواب الجمهوري بول ريان على "تويتر": "الافكار التي تغذي المشهد في شارلوتسفيل كريهة. فليتّحد الأميركيّون في وجه هذا النوع من التعصب الدنيء".

وذكر مركز "سذرن بوفيرتي لو سنتر"، الذي يراقب الحركات المتطرفة أن "مسيرة وحدوا اليمين" التي جرت يمكن أن تكون واحدة من أهم التظاهرات من نوعها منذ عقود. بالإضافة إلى ذلك دانت زوجة ترامب ميلانيا الأحداث التي نادرا ما تعلق إلى نبذ العنف والكراهية.

تحقيقات واعتقالات

وباشر أمس مكتب التحقيقات الفيدرالية الأميركي (FBI) التحقيق واعتقل أربعة أشخاص، بسبب الأحداث من بينهم جيمس اليكس فيلدز جونيور (20 عاما) وهو من ولاية أوهايو الذي احتجزته للاشتباه في أنه دهس بسيارته حشدا. كما تحقق السلطات الاتحادية في تحطم طائرة هليكوبتر أمس الأول أسفر عن مقتل شرطيين من فيرجينيا كانا ضمن القوات التي ساعدت في إخماد الاشتباكات.

حالة الطوارئ

وأعلن حاكم ولاية فيرجينيا الديمقراطي تيري مكوليف حالة الطوارئ وأمر بمنع مسيرة القوميين البيض أمس الأول، لكن ذلك لم يوقف أعمال العنف.

واتهم حاكم الولاية النازيين الجدد بإثارة الاضطرابات في مدينة تشارلوتسفيل وقال مكوليف في مؤتمر صحافي: "لدي رسالة لجميع المتطرفين البيض والنازيين الذين قدموا إلى تشارلوتسفيل اليوم. رسالتي واضحة وبسيطة: عودوا إلى دياركم ولا تعودوا إلى هنا أبدا".

وأضاف "لا مكان لكم هنا. لا مكان لكم في أميركا". وأظهر تسجيل فيديو محتجّين مناهضين للعنصريّة يلوحون بأعلام لحركة "حياة السود تهم" وحشوداً تهتف شعارات بينها "نقول لا للخوف العنصري" و"لا للنازيين ولطائفة كو كلوكس كلان، ولا لأميركا فاشية".

لكن آخرين كانوا يحملون أعلام الكونفدرالية التي يعتبرها العديد من الأميركيين حاليا رمزا للعنصرية.

بول ريان يدعو للاتحاد في وجه التعصب الدنيء
back to top