مشاريع ضخمة بين تركيا وروسيا

نشر في 18-07-2017
آخر تحديث 18-07-2017 | 00:07
 المونيتور بدأ عهد الشراكة بين الأتراك وروسيا في مشاريع ضخمة داخل تركيا بمحطة أكويو للطاقة النووية، التي يُتوقع أن تصل كلفتها إلى 20 مليار دولار، وسيملك تجمّع شركات جنكيز وكاليون وكولن 49 في المئة من الأسهم في المشروع، حسبما يشير الاتفاق الأولي الذي وُقع أخيراً في موسكو، ومن المفترض توقيع الصفقة النهائية في أغسطس أو سبتمبر.

لم نفاجأ عندما ذكرت التقارير أن تجمّع هذه الشركات سيكون مساهماً كبيراً على الأرجح في مشروع ضخم مماثل؛ فقد شاركت شركات "جنكيز، كاليون، كولن" في عدد من المشاريع الضخمة في تركيا والخارج، وخصوصاً في مجال الطاقة، كذلك تشارك اليوم هذه الشركات، التي حققت نمواً بارزاً خلال عهد حزب العدالة والتنمية، في تكتل يبني ثالث مطار في إسطنبول بكلفة 22 مليار يورو (25.1 مليار دولار)، فضلاً عن ذلك، تملك "Zirve Holding"، وهي الشركة الأم لكاليون للبناء، مجموعة ATV الإعلامية المقربة من الحكومة.

وبمشاركة شركاء أتراك نافذين سياسياً، سيسير مشروع أكويو بسرعة، وخصوصاً من ناحية الأعمال الورقية المطلوبة، مثل التراخيص، التي يُتوقع أن ينهيها الروس مع حلول نهاية العام.

أعلن وزير الطاقة التركي بيرات البيرق أن محطة أكويو قد تبدأ بالعمل بحلول عام 2023، الذي يسم مئوية تأسيس الجمهورية التركية. وتشير التوقعات الأخيرة إلى أن الوحدة الأولى ستبدأ بالإنتاج عام 2023 والثانية عام 2024 لتبلغ قدرتها الكاملة 24 ألف ميغاوات، ويقر خبراء الطاقة بأن "يداً سحرية" لمست مشروع أكويو، لذلك لا يتوقعون أن تصطدم عمليات البناء ومراحل الإنتاج بأي عقبات خلال تقدمها.

ولكن مقابل تسريع عملية البناء، فإن للشركاء الأتراك مطلباً مهماً يتمثل في حصة متساوية في الإدارة، مع أن حصتهم من الأسهم ستكون 49 في المئة.

ننتقل بعد ذلك إلى خط الغاز الطبيعي "السيل التركي"، الذي يتبع على ما يبدو المسار عينه مثل مشروع أكويو، وقبل بضع سنوات، أعلنت وكالة الطاقة النووية الروسية "روساتوم" أنها تبحث عن شركاء في المشروع، وأشار أخيراً ألكسي ميلر، المدير التنفيذي لـ"غازبروم" التي تبني خط أنابيب "السيل التركي" تحت البحر الأسود من روسيا إلى أوروبا، إلى أن شركته قد تفتح الباب أيضاً أمام شركاء أجانب.

ويُقال إن المستثمرين الأتراك، الذين يجهلون سوق الطاقة، متحمسون بسبب اهتمام الأوروبيين بهذه المسألة.

علاوة على ذلك، قد يزداد الاهتمام بمشروع "السيل التركي" باطراد إذا قررت دول الاتحاد الأوروبي شراء غاز منه، ووفق الطلب الأوروبي، قد يؤمن هذا المشروع، الذي يقوم على أربعة خطوط، نحو 6 مليارات متر مكعب، ولم يشر الأوروبيون بعد إلى أي أرقام، لكن بعض التقارير تتحدث عن اتفاقات ثنائية عُقدت بينهم وبين روسيا.

مازال الروس يخططون لإنشاء أنبوبين في المرحلة الأولى، سيمد أحدهما تركيا بالغاز، في حين ستُباع الستة عشر مليار متر مكعب من الغاز من الآخر لأوروبا، وفق غوكان يارديم، ولكن إذا اتضح أن الاتحاد الأوروبي ليس مستهلكاً جيداً، فقد يُباع غاز الأنبوب الثاني إلى دول البلقان من خلال صفقات ثنائية.

نعجز عن معرفة حجم الأرباح التي سيحققها "السيل التركي" مادام الطلب الأوروبي غير محدد إلى الآن، لكن الخبراء يشددون على ضرورة أن تقدِم تركيا على بعض المخاطر، إذا أرادت أن تصبح لاعباً في سوق الغاز العالمية. وفي السنة المقبلة، ستدخل تركيا الساحة الأوروبية كمنتج وناقل مع بدء العمل بخط أنابيب الغاز الطبيعي العابر للأناضول "تاناب".

ويسود اليوم ميل عام إلى أن الشركات التركية يجب أن تشارك في "السيل التركي" بدعم من الحكومة، كما هي الحال مع محطة أكويو.

* محمد جتين غوليتش

*«آل- مونيتور»

back to top