أطباء يحذرون من الموت في لهيب صيف الكويت

طالبوا المرضى بعدم الخروج أوقات الظهيرة إلا للحاجة الملحة

نشر في 05-07-2017
آخر تحديث 05-07-2017 | 00:05
حذر أطباء ومتخصصون من ارتفاع درجة الحرارة التي تضرب البلاد في موسم الصيف الحالي، منبهين إلى المخاطر والأمراض الناجمة عن موجة الحر، والتي قد تصل إلى الوفاة. وزيادة حالات التهاب الجلد والسكتات الدماغية والصداع النصفى والإصابة بالربو والحساسية التنفسية وأمراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض النفسية والعنف والتوتر وسرطان الجلد، تحدث ببسبب ارتفاع درجات الحرارة.
وشهدت الكويت خلال الآونة الأخيرة أعلى موجة حر عرفتها البلاد خلال الـ30 عاما الماضية، وسجلت درجة الحرارة خلال الأسبوع الماضي في بعض مدن الكويت 52 درجة مئوية، صحبها حالات وفيات ومراجعة المستشفيات بسبب الجفاف والمشاكل الصحية الأخرى.
ودعا عدد من الأطباء مرضى القلب والسكري إلى عدم الخروج أوقات الظهيرة إلا للحاجة الملحة، وشددوا على ضرورة اتخاذ الاحتياطات الكافية، مثل شرب المياه والسوائل الكافية، مع تغطية الرأس عند الخروج في الهواء الطلق، لضمان عدم الوقوع فريسة للآثار السلبية لدرجات الحرارة المرتفعة.
أكدت عضوة مجلس إدارة جمعية القلب الكويتية، د. هند الشومر، أن هناك ارتباطا وثيقا بين ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الأمراض، مشيرة إلى أن ارتفاع الحرارة يؤدي إلى تغير نمط الحياة، حيث تقل ممارسة النشاط البدني، إضافة الى زيادة التعرق، مما يفقد الجسم سوائل كثيرة، وهو ما يؤدي إلى لزوجة الدم ومن ثم الإصابة بالجلطات وأمراض القلب الأخرى، وزيادة الإصابة بالأمراض التنفسية.

وأضافت الشومر لـ "الجريدة" أن تغير المناخ يؤدي الى زيادة الوفيات الناتجة عن الارتفاع المتزايد في درجات الحرارة وازدياد حالات الإصابة بالربو والحساسية التنفسية وأمراض الجهاز التنفسي، وازدياد الأمراض المنقولة بالنواقل، وزيادة أمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية وزيادة الأمراض النفسية والعنف (قد يكون فرديا أو جماعيا) والتوتر وسرطان الجلد وزيادة الأمراض المنقولة بالغذاء والمياه.

مشكلة عالمية

وشددت على أن مشكلة تغير المناخ عالمية، وكانت لها أولوية ضمن الأهداف العالمية للتنمية المستدامة، والكويت ليست استثناء من دول العالم، حيث سيؤثر تغير المناخ بتداعياته المختلفة على الكويت ضمن مختلف دول العالم.

وأكدت أن استجابات الدول لهذه الظاهرة تفاوتت، فهناك بعض الدول التي بادرت بإنشاء مراكز بحوث ودراسات لتساعد على وضع خطط طوارئ وسياسات، وهناك بعض الدول التي لم تتنبه بعد إلى خطورة المشكلة ولم تتفاعل معها، وقد نلتمس العذر للدول الفقيرة أو محدودة الموارد، إلا أن الدول التي أنعم الله عليها بالموارد يجب ان تبادر بالتنبه إلى هذه المشكلة وبحث تداعياتها وإجراء الدراسات ووضع السياسات وتشجيع الجامعات ومراكز البحث العلمي والباحثين لوضع موضوع تغير المناخ على قائمة الأولويات البحثية.

وأشارت إلى أن منظمة الصحة العالمية تتوقع أن يؤدي تغير المناخ في الفترة بين عامي 2030_ 2050 الى حدوث نحو 250 ألف وفاة إضافية سنويا، بسبب سوء التغذية والملاريا والإسهال والإجهاد الحراري، مشيرة إلى تكاليف الأضرار المباشرة على الصحة تصل إلى ما بين 2 و4 مليارات دولار سنويا بحلول عام 2030.

ودعت د. الشومر جميع الجهات البحثية مثل معهد الكويت للأبحاث العلمية ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي وجامعة الكويت والأطباء وغيرهم إلى ضرورة عمل دراسات وأبحاث عن تأثير تغير المناخ على أمراض القلب والأمراض المزمنة غير المعدية والأوبئة وتأثيرها على الأطفال وكبار السن والفئات المعرضة للإصابة، لافتة إلى أن بعض الدول قامت بعمل دراسات وأبحاث عن تأثير المناخ على دخول المستشفيات بسبب امراض القلب وأمراض الجهاز التنفسي.

أولوية رئيسية

وطالبت الشومر، كليتي الطب والصحة العامة في جامعة الكويت بالقيام بمثل تلك الدراسات، وإعطاء هذا الموضوع أولوية رئيسية في خططها البحثية.

وأضافت أن بعض الدول بدأت بإنشاء مراكز بحوث صحية متخصصة لإجراء الدراسات عن العلاقة بين تغير المناخ والصحة في التخصصات المختلفة، والاستفادة من الدراسات لوضع الخطط والبرامج اللازمة.

وقالت إن منظمة الصحة العالمية ستناقش في اجتماعها المقبل للجنة الإقليمية لشرق المتوسط الذي سيعقد في بداية شهر أكتوبر المقبل في باكستان موضوع الصحة وتغير المناخ، مشيرة إلى أن الهدف رقم 11 من الأهداف العالمية للتنمية المستدامة نص على جعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة للجميع وآمنة، وقادرة على الصمود ومستدامة (خفض الملوثات في البيئة)، بينما دعا الهدف الـ 13 الى اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لتغير المناخ وآثاره، حيث إن تغير المناخ يؤثر على التنمية الاقتصادية والموارد الطبيعية.

«كيوتو»

وقالت إن منظمة الأمم المتحدة أدركت خطورة التغير المناخي منذ زمن بعيد، حيث بدأت منذ عام 1992 ومن خلال قمة الأرض، في التصدي لمشكلة تغير المناخ ودشنت اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وصدقت عليها 197 دولة والكويت طرف فيها، والهدف النهائي للاتفاقية هو منع التدخل البشري الخطير في النظام المناخي، لافتة إلى أنه مع حلول عام 1995 بدأت البلدان مفاوضات من أجل تعزيز الاستجابة العالمية لتغير المناخ، وبعد ذلك بعامين اعتمد بروتوكول كيوتو، ويلزم هذا البروتوكول الأطراف من البلدان المتقدمة قانونيا بأهداف خفض الانبعاثات، وقد بدأت فترة الالتزام الأولى للبروتوكول في عام 2008، وانتهت في عام 2012، وبدأت فترة الالتزام الثانية في أول يناير 2013، وستنتهي في عام 2020 ويوجد الآن 197 طرفا في الاتفاقية و192 طرفا في بروتوكول كيوتو.

وأشارت الشومر إلى أن الدول الأطراف في المؤتمر الـ21 الذي عقد في باريس توصلت إلى اتفاقية تاريخية لمكافحة تغير المناخ وتسريع الإجراءات والاستثمارات اللازمة لتحقيق مستقبل مستدام منخفض الكربون، والهدف الرئيسي لاتفاق باريس هو تعزيز الاستجابة العالمية لخطر تغير المناخ عن طريق الحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة العالمية هذا القرن الى أقل من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، ومواصلة الجهود للحد من ارتفاع درجة الحرارة الى أبعد من ذلك الى 1.5 درجة مئوية. وأضافت أن 175 زعيما من قادة العالم وقعوا اتفاقية باريس بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، حيث كان هذا أكبر عدد من البلدان توقع اتفاقا دوليا في يوم واحد، وذلك يوم 22 أبريل 2016، بمناسبة الاحتفال بيوم الأرض.

400 مراجع

من جانبه، أكد مدير إدارة الصحة المهنية بوزارة الصحة والمتحدث الرسمي باسم الوزارة د. أحمد الشطي، أن مركز الشعيبة الطبي يستقبل 400 مريض ومراجع أسبوعياً من العاملين في المناطق الصناعية، لافتاً إلى أن هذا المركز يعمل على معالجة العمال خصوصاً الذين يعانون ارتفاع حرارة الجو وحوادث الحريق.

وقال د. الشطي لـ«الجريدة»، إن مركز الشعيبة الطبي يعد أول مركز طبي صناعي على مستوى دول الخليج ويعنى بالاهتمام بصحة العاملين ويغطي أكثر من 35 ألف عامل في تلك المنطقة.

وكشف عن حدوث 50 ألف حالة وفاة في أماكن العمل في إقليم شرق المتوسط، ونحو مليوني حالة وفاة سنوياً على مستوى العالم، موضحاً أن بيئة العمل تتسبب في 40 في المئة من الأمراض الحركية و17 في المئة من أمراض القلب و4 في المئة من الإصابات.

أضرار صحية

وأضاف أن التعرض لأشعة الشمس المباشرة يؤدي الى أضرار صحية كبيرة تصل إلى الوفاة، مشيراً إلى حرص الكويت على إدراج جوانب الصحة المهنية لمصلحة إعداد الأفراد المؤهلين ضمن خطة التنمية فضلاً عن إنشاء المراكز المتخصصة في المناطق الصناعية ومواكبة الاستراتيجيات والمبادرات الدولية ذات الصلة بتوفير الصحة المهنية للجميع.

وشدد على أهمية رفع مستوى الوعي الوقائي لدى أصحاب العمل والعمال فيما يخص مخاطر العمل والوقاية من حوادث العمل والأمراض المهنية، مبيناً أن المحافظة على الصحة والسلامة المهنية في مكان العمل استثمار لمصلحة التنمية لأن الاستثمار في الصحة في بيئة العمل ذو عائد مضمون على الإنتاجية في أي نشاط اقتصادي.

وأوضح الشطي أن إحصاءات منظمة العمل الدولية تشير إلى وفاة أكثر من مليوني شخص بسبب إصابات وحوادث العمل والأمراض المهنية، في حين يعاني 270 مليوناً جراء حوادث العمل بما يعادل 4 في المئة من الناتج القومي في الدول الصناعية وتصل إلى 10 في المئة في الدول النامية بسبب إصابات العمل فقط.

وذكر أن مفهوم السلامة والصحة المهنية يسعى إلى حماية العنصر البشري من الإصابات الناجمة عن مخاطر بيئة العمل والحفاظ على مقومات العنصر المادي المتمثل في المنشآت وما تحتويه من أجهزة ومعدات من التلف، إضافة إلى توفير بيئة آمنة تحقق الوقاية من المخاطر للعنصرين البشري والمادي وتثبيت الأمان والطمأنينة في قلوب العاملين.

السلامة المهنية

ولفت إلى أن المؤتمر الخليجي الخامس للصحة والسلامة المهنية الذي استضافته الكويت أخيراً دعا إلى وضع خريطة طريق لمخاطر الصحة المهنية في الكويت ومتابعة تطبيق الاستراتيجية الخليجية للصحة والسلامة المهنية دورياً، إضافة إلى ضرورة إنشاء خمسة مراكز طبية صناعية وتكوين فريق عمل في إدارات الصحة المهنية بدول مجلس التعاون لتحليل المخاطر في مجالات الصحة المهنية.

بدوره، توقع خبير التنبؤات الجوية والبيئة عيسى رمضان استمرار موجة الحر خلال الأيام المقلبلة، مشيراً إلى أنها ستؤثر على مناطق واسعة من الشرق الأوسط، وأوروبا حسب تقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

ونبه رمضان كل من يعاني أمراض السكر والضغط والقلب إلى ضرورة عدم الخروج أوقات الظهيرة إلا للحاجة الملحة.

10 نصائح لتفادي حروق الجلد

ذكر موقع "medicinenet" أن هناك بعض النصائح، التي يجب اتباعها مع موجة الحر الشديدة وهي:

• الاستحمام بماء بارد لتهدئة الحروق الناتجة عن الشمس، مع إضافة كوب من خل التفاح إلى ماء الاستحمام.

• إضافة كوب من الشوفان أو البابونج وصودا الخبز إلى ماء الاستحمام للتخلص من حروق الشمس وتهدئة الاحمرار والتهيج الناتج عن التعرض الطويل لأشعة الشمس الضارة.

• تجنب الصابون والعطور في ماء الاستحمام لأن ذلك يؤدى إلى جفاف الجلد وحروق الشمس.

• استخدام المستحضرات التي تحتوي على زيت الصبار، حيث يعمل على تهدئة البشرة وتقشير الحروق وترطيبها.

• الإكثار فى شرب السوائل، مثل العصائر والمياه والفواكه والخضراوات، حتى تساعدك على ترطيب البشرة والتخلص من السخونة والالتهاب.

• استخدام كريم موضعي ليساعد في تخفيف حروق الشمس وتهدئة الألم.

• من الممكن استخدام الحليب البارد أو الزبادي ووضعها على البشرة للعمل على تهدئة الجلد.

• وضع فيتامين E على البشرة لتهدئة الاحمرار والألم الناتج عن الحروق.

• استخدام الشاي الأسود البارد على أماكن الحروق، حيث إنه يعمل على استعادة نضارة البشرة وترطيبها.

• وضع خليط الذرة مع المياه وتطبيقها على الأماكن المصابة بالحروق.

ارتباط وثيق بين ارتفاع حرارة الجو وزيادة معدلات الأمراض ... هند الشومر

مركز الشعيبة الطبي يستقبل 400 عامل أسبوعياً يعانون ارتفاع درجات الحرارة ... أحمد الشطي

استمرار موجة الحر وتأثيرها على مناطق واسعة من الشرق الأوسط وأوروبا ... عيسى رمضان

تكاليف الأضرار المباشرة على الصحة تصل إلى 4 مليار دولار سنويا بحلول 2030

لابد من إجراء دراسات وأبحاث عن تأثير تغير المناخ على أمراض القلب والأمراض المزمنة

إنشاء المراكز المتخصصة في المناطق الصناعية ومواكبة الاستراتيجيات والمبادرات الدولية
back to top