في رحاب القرآن

نشر في 17-06-2017
آخر تحديث 17-06-2017 | 00:05
 محمد اليمني القرآن حياة، بل أفضل حياة، لأنه كلام الله تبارك وتعالى، فإذا أردت تغيير سلوكك فعليك بالقرآن، وإذا أردت التأثير فعليك بالقرآن، وإذا أردت تعلم فنون الإلقاء فعليك بالقرآن، ولكي نقدم للناس محتوى مؤثراً علينا بالقرآن.

غير أن كثيرين يقرأون القرآن، هذا إن قرأوه، بألسنتهم فقط لا بقلوبهم، لذلك لا تجدهم يتأثرون بالآيات أو يطبقونها ليصلوا إلى محبة الله تعالى محلقين في سماء الفرح بأن الله رزقهم من فضله، وعندما تسمع هذه الآية الكريمة "لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ"، تلمح فيها انعكاس الخشوع على الجبل الذي تصدع تأثراً بكلام الله، وعلى النقيض تجد بني آدم منشغلين بالدنيا، ولم يعد القرآن بالنسبة إليهم إلا كتاباً يوضع في مكتبة لا يكاد ينظرون إليه أو يقرأونه إلا قليلاً.

السعادة كل السعادة في كتاب الله وآيات الله، لأن فيه التربية الربانية والمحبة والرحمة وبر الوالدين والأخلاق والمعاملات، فهو كتاب شامل ومؤثر بحق؛ ففيه وصف الدنيا والآخرة، والجنة والنار، وحين تسمع هذا الوصف تتأثر به ويغير حياتك تماماً، حين تقرأ القرآن تستشعر مخاطبة الله تعالى لك، فتارة "يأيها الناس"، وأخرى "يأيها الذين آمنوا"، فتتأثر وتحس بقرب الله إليك، فيزيد حبك له سبحانه، لتتغير إلى الأفضل. فمن أراد الفوز الحقيقي في الدنيا والآخرة فعليه بالقرآن، فالسعادة والأمل والفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة يكون بالتأثر به واستشعاره لا بمجرد قراءته دون تدبر.

مسكين ذلك الذي عنده من الهموم مثل الجبال ويغفل عن سر السعادة الحقيقية، القرآن الكريم، فلنرجع إلى رحاب القرآن، فالقرآن حياة، وليس هناك شيء يمكنه أن يؤثر في حياتنا إلى الأفضل مثل القرآن، وحين تقرأ قوله تعالى "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا" تدرك مدى حاجة البشر إلى تدبر هذا الكتاب العظيم، الذي من شأن العمل به أن ينقلك من الخطأ إلى الصواب، ومن الظلمات إلى النور، فتنصلح أحوال بيوتنا، وتنعكس على المجتمع ككل، فمن يتدبر كلام الله ويتأثر به فلا شك أنه سيعطي كل ذي حق حقه، وحينئذ يعم الخير ويقل الشر.

back to top