سأخون وطني

نشر في 12-11-2016
آخر تحديث 12-11-2016 | 00:06
 حمدة فزاع العنزي عنوان كتاب جذبني مضمونه وما احتواه من صور عبرت عنها حروف صاحب الكتاب محمد الماغوط الذي تحدثت أفكاره عن واقع عربي مرير... ولكنه هنا سيكون عنواناً لعباراتي التي جمعتها، ولذا فأنا مقرة بالخيانة لوطني إلا إذا..... و»إلا» هذه هي القشة التي ستقصم ظهر ناقة الأمة الكويتية والمجتمع الذي يغلي ويفور بنزاعات قبلية وطائفية وجماعات، بهدف اعتلاء هذا الكرسي أو ذاك في ساحة برلمان الأمة.

أجل أعلنها بأنني سأخون وطني وسيسجلني التاريخ كما سيسجل اسم كل مواطن كويتي له الحق في صندوق الاقتراع... إلا إذا...

بعد أن شدت الجموع رحالها وأعلنت النيات للترشيح وترشح من ترشح، ونحن نراهم بين نطيحة ومتردية، بذات الوجوه بل الأسوأ فالأسوأ في كل موسم انتخابي، وبعدها نرى نتائج الصناديق التي تحمل بين أوراقها كل أنواع الضغائن والأحقاد، فذاك يقول «قبيلتي هي أولى» وذاك «طائفتي»، ولم نسمع من شجى صوته بأنين، وقال «موطني»... عفوا، قد رأيناها على بنرات الانتخابات فقط «الكويت أولاً».

في الدائرة الأولى، وهي حلبة الصراع في هذا الموسم الانتخابي، صراعات عائلية وطائفية شديدة، إلى جانب ما نراه أمامنا من كره طائفة معينة، والمصيبة أنها قد تكون نفس الطائفة في بعض الأحيان، فأين الوطن هنا؟ هل هو الطائفة أم الجماعة يا خوان أمة المستقبل؟ وكذلك الحال في الدائرة الرابعة التي تحمل القبيلة، وبين طياتها حروف الدال التي لا تعرف من الدال غير اللقب والورق، فهي لا تعي ولا تفقه من العلم وآدابه شيئاً، ولكن فقط يجب أن يكون لقبيلتي ممثل في الأمة.

ولكنني سأخون وطني... نعم عندما أتوجه إلى صناديق الاقتراع وأنا أحمل نفس القبيلة والطائفة، وأنه يجب أن أقدم صوتي لأجل أن يكون فلان ممثلاً في الأمة حتى تكون شوكتنا أقوى من شوكتهم أو حتى لا تهضم حق هذه الجماعة بسطوة الجماعة الأخرى... أجل سأخون وطني وسيخونه الشعب إن كان هذا الهدف من الانتخاب، وأنا على يقين وتأكد تام بأن خيانة الكويت ستكون هي ورقة التصويت، وحين توضع في الصناديق تكون الخيانة وقعت ولا مرد لها حينئذٍ.

لن أقول أحسنوا الاختيار أو تخيروا لأمتكم خير من يمثلها، بل سأقول: لا تشاركوني خيانة وطني، وكونوا أنت الأنبل والأشرف يا أبناء أمة «ضحكت من جهلها الأمم»... علينا ألا نكون سبب لضحك من هم في القبور على ما سنقوم به من أجل التراب الذي يحمل ذرات أجسادهم ومن أجل الكويت.

back to top