الأرنب لا ينجب غزالاً

نشر في 10-09-2016
آخر تحديث 10-09-2016 | 00:12
 حمدة فزاع العنزي لجان تُعين ولجان تعزل ولجان تؤسس، هذه هي حال لجان وزارة التربية، وخصوصا ما سمعناه عن لجنة التحقيق في قضية الشهادات الكرتونية والوهمية، إذ تتعثر هذه اللجان في اتخاذ قرار صائب ونهائي ضد هذا المرض الوهمي المفتعل الذي يسعى أصحابه للحصول على ألقاب تمت بالمخادعة والاحتيال.

فمنذ فترة ونحن نسمع، على ذمة من روى، أن هناك لجنة كلفت بدراسة ظاهرة الشهادات الوهمية، لكنها تتعرض لعمليات الإجهاض كلما أتمت مرحلة من مراحلها الأولى، فيبدو أن أيديا خفية أو تكره أن ينتعش الخير تعبث بهذه اللجنة، فلم نر منها أي قرار حقيقي اتخذ أو تصريح من مسؤول ولا حتى الوزير الذي أعطاها الضوء الأخضر لمحاربة هذه الظاهرة والحد منها، لتبقى القرارات وما اكتُشف من أعداد الموظفين وشاغلي المناصب الذين يحملون مثل هذه الشهادات وكيف تم الحصول عليها طي الكتمان.

من جانب آخر تصاعدت الدعايات النيابية لبعض النواب حتى لا يقال عنهم إنهم لم يتفاعلوا مع هذه القضية وتبعاتها، رغم أن بعضهم يحمل هذه الشهادات التي لم يذق أصحابها حلاوة الشقاء والعناء سوى تعب القروش والدنانير، ولكن أيضا انخمدت أنفاسهم ولم نعد نسمع حتى همسا.

عجباً لقرارات كيف تنسف باتصال من بعض المتنفذين بسبب تعرض مصالح ناخبيهم المادية والوظيفية لزعزعة؟ ألم يروا أن هذه القرارات تترتب عليها مصالح بلد أو فئة تساهم في تنمية المجتمع والبلد؟ ولكن لا تنتظر من أرنب أن يخرج غزالا.

مجلس الشورى السعودي أخرج غزالا بعد مخاض طويل، وذلك نتيجة الجهود المبذولة والمخلصة تجاه قضية الوهميين والشهادات التي عاثت في الأرض والصروح التعليمية والعملية فساداً، ليصدر قانونا لمحاربتها، لكن عندنا لم يجرؤ أحد على أن يحرك ساكنا حتى لا يخالف أعراف الناخبين والوهميين الذين يحتمي بأصواتهم كرسي النائب.

back to top