عودك ليس رناناً يا علي!

نشر في 27-06-2015
آخر تحديث 27-06-2015 | 00:01
 سعد الجوير فوجئت بما جاء في لقاء نُشر في إحدى الصحف بتاريخ 3 يونيو الجاري مع رئيس تحرير مجلة الكويت، فهناك عدة نقاط تحدث عنها وكان لابدّ لي من الرد عليها من دافع المسؤولية الوطنية ثم المسؤولية الثقافية، فعندما تحدث عن بدايات إصدار المجلة أرجعها إلى مجلة "حماة الوطن"، ثم إلى "هنا الكويت" التي صدرت نصف شهرية حتى العدد 349، ثم توقفت عن الصدور عام 1979، لتعود مرة أخرى تحت اسم "مجلة الكويت" في عددها الأول عام 1980!

من حقي أن أتساءل: هل يعقل ذلك؟ مجلة صدرت بانتظام حتى العدد 349 وتوقفت لتعود من جديد في عددها الأول؟!

نحن أمام أمرين لا ثالث لهما: إما عدم دراية السيد رئيس التحرير بتاريخ المجلة التي يرأس تحريرها منذ 1995، أو محاولة منه لإعطاء المجلة أهمية ما! لا يا سيدي الفاضل المجلة مهمة أو تافهة بما تقدم للقارئ وليس من أين بدأت أو كيف بدأت! أما عن الدور المنوط بالمجلة، فقال: "نعمل من خلالها على أن نعكس ما يدور على الساحة الكويتية من نشاط ثقافي وفني". من خلال عملي كمحرر في المجلة رجوت الإدارة الكريمة مراراً وتكراراً أن تتابع ما يدور على الساحة الثقافية والفنية في الكويت من أمسيات وندوات وغيرها، لأن هناك فجوة حقيقية– لا تخفى على المتابع– بينها وبين المجلة، وقد قدّمت بعض التغطيات نشر بعضها– بشق الأنفس- وقُبر أغلبها في الأدراج.

ثم استطرد السيد رئيس التحرير قائلاً: "وكذلك التعريف بالمثقف الكويتي" نعم صحيح، وذلك بعد تكليفي بمقترح لإقامة ندوة تخص الشعراء الشباب في رابطة الأدباء، والتي لم يحضر إليها لا رئيس التحرير ولا من ينوب عنه ولا حتى مصور يصور الندوة، بل بعد انتهائي من التكليف واجهت اعتراضاً مريباً من الإدارة مفاده أن الأسماء التي تم اختيارها للندوة غير معروفة، فهل تريد الإدارة أسماء معروفة لتعرف بها الناس؟! وتم نشر الندوة بصعوبة أيضاً فأي "تعريف بالمثقف الكويتي" يتحدث عنه سيادته؟!

وفي معرض حديثه عن مشوار إدارته للمجلة قال: "يرافقني في هذه الرحلة فريق عمل متميز لتقديم مادة تحريرية تليق بالقارئ الكويتي والعربي".

وهنا تطرح تساؤلات نفسها: ما ماهية هذا الفريق؟ وهل صحيح ما يقال بأن هناك من تم توظيفه تحت بند "مكافأة الكتاب" ويقود الفريق؟ وأن لديه صلاحيات تفوق صلاحيات بعض مسؤولي المجلة؟ وما صحة فرض أسماء يعرفها الشخص لتنشر في المجلة مواد منشورة في وسائل إعلامية أخرى يعود بعضها إلى تسعينيات القرن الماضي؟

أما عن مجال المقارنة بين مجلة الكويت والمجلات الثقافية الخليجية والعربية، فقد أرجع السيد رئيس التحرير "تخلف المجلة" عن الركب إلى مستوى الدعم المادي المقدم من وزارة الإعلام، متناسياً مستوى المواد المنشورة والتي لا يرقى بعضها لأن ينشر على مجلة حائط في مدرسة!!

وعن نصيب المواد في المجلة فقد قسم السيد رئيس التحرير المواد، قائلاً: "إن المادة التحريرية تمثل الواقع الكويتي بنسبة 70 في المئة والخليجي 20 في المئة والعربي 10 في المئة!" ويضيف: "السوريون لا ينتظرون من المجلة أن تعرفهم بأدونيس، والمصريون لا ينتظرون أن نعرفهم بعادل إمام!". فهل ينتظرون أن تعرفهم بأم كلثوم مثلاً؟! كما تم ذلك في عدد أكتوبر 2011 بوضع صورتها كفتاة غلاف؟! وإفراد ملف كامل عنها، وتم امتداد الملف حتى عدد نوفمبر 2011؟

أما عن حديثه عن دعم الشباب الكويتي، فأتمنى من وزارة الإعلام أن تتأكد من صحة ما يثار عن عدم التزام البعض بالعمل على بند المكافآت؟

وقد ختم سيادته المقابلة بحديثه عن الأفكار والطموحات، بهدف وضعه في نهاية المقابلة وهو "مسابقة للناشئة والموهوبين" دون إشارة إلى صاحب الفكرة الأساسي، فكيف لا ينسب السيد رئيس التحرير هذا المشروع إلى صاحبه أثناء ذكره على الملأ وكأنه إنجاز شخصي؟!

في الختام، لا يسعني إلا أن أذكر رائعة السيدة فيروز "عودك رنان" على أمل بإشراق جديد نترنم به "عودك رنان رنة عودك إلي.. عيدا كمان ضلك عيد يا علي!".

* شاعر وناقد وروائي كويتي

back to top