ومضة ضوء وسط العتمة

نشر في 02-10-2015
آخر تحديث 02-10-2015 | 00:01
 د. خالد عبداللطيف رمضان تواردت الأخبار مؤخراً عن نية وزير التربية وزير التعليم العالي مراجعة شهادات التخرج لأعضاء هيئة التدريس في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بهدف كشف المتحايلين الذين حصلوا على شهادات من جامعات غير معترف بها، أو الذين حصلوا على شهادات في غير التخصص الذي أوفدوا من أجله، والذين استكتبوا أفرادا لكتابة بحوث تخرجهم.

 وتوجه الوزير يمثل خطوة ضرورية على طريق إصلاح المؤسسات التعليمية، وإصلاح التعليم بدءا من المعلم، ومثل هذا التوجه بحاجة إلى دعم ومؤازرة من عدة جهات: أولها مجلس الوزراء، ثم مجلس الأمة الذي عليه أن يقف مع هذا التوجه ويسنده لا أن يقف ضده بداعي التكسب الانتخابي، كما أن جمعيات أعضاء هيئة التدريس والروابط في مختلف مؤسسات التعليم العالي مطالبة بموقف صريح يدعم جهود الوزير في إصلاح الفساد الذي استشرى في مؤسسات التعليم العالي؛ مما تسبب في وصول من لا يستحق إلى مقاعد أعضاء هيئة التدريس والمناصب القيادية في المؤسسات التعليمية العالية.

 وعلى منظمات المجتمع المدني ألا تكتفي بالتصفيق سراً لهذه الجهود أو الاكتفاء بالتفرج، بل عليها أن تتحرك لدعم هذه الخطوة وإن جاءت متأخرة؛ لأنها لا تمثل السبيل لإصلاح التعليم وتطوير مخرجاته فقط، بل هي البداية الصحيحة لإصلاح كل مؤسسات الدولة وإنقاذها من الفساد الذي استشرى في كل مؤسساتها.

إنها فرصة قد لاحت وعلينا أن نتشبث بها لإصلاح ما يمكن إصلاحه، ووزير التربية بحاجة إلى الدعم والمؤازرة حتى لا يتراجع عما عزم عليه، لأنه حتما سيتعرض لضغوط شديدة لكي يدع مسيرة الفساد تكمل طريقها، ونناشده ألا يكتفي بأساتذة التطبيقي، ولتكن حملة الإصلاح شاملة جامعة الكويت والجامعات الخاصة والمعاهد الفنية العليا، وأي تأخير في اتخاذ الخطوة ستتحمله الدولة فساداً وتخلفاً في مختلف مفاصلها.

back to top