غابة السّلاحْ...!

نشر في 12-07-2016
آخر تحديث 12-07-2016 | 00:00
 مازن شديد في كلّ صباحْ...

أذهب يومياً للسوق...

كي أشري للأطفال الخُبزْ...

مثل جميع الناسْ...

لكني،

في كلّ رغيف أحملُهُ،

لا أجدُ سوى

مِشط رصاصْ...!

واللّقمة باب فمي...

تنفجرُ بوجهي...

تُدميني مع مَن حولي...!

وأقول لهمْ:

هذا زمن مجنونٌ مسعورْ...

كُتِبَ علينا أن نحياهْ...

ولا حولَ ولا قوّة إلاّ باللهْ...!

***

وأُحاول أن أتماسكْ...

وأُغيّر دربي مع كلّ رياحْ...

فتُطاردني الأشباحْ...

وتُحاصرني،

من خلفي وأمامي...

ويميني ويساري...

أرتال سلاحْ...

وأراها،

تحتلّ الأشجارَ،

الأنهارَ،

الشُّرفات،

حقول الوردْ...

آتية من كلّ جهات الأرضْ...

سلاحٌ بريّ، بحريّ، جويٌّ،

للكلّ مُباحْ...!

ولكلّ صنوف الناسْ...

يطلع فوق موائدنا ووسائدنا،

طلقات رصاصْ...

والكرةُ الأرضيةُ صارتْ،

في هذا الزمن الدمويّ الكيماويّْ...

مجرّد مسلخْ...

في غابة دمعٍ ونُواحْ....!

يحكمها جزّارٌ واحد...

يسبح يوميّا في دمنا...

ونهتف يوميّا له :

عاش السّلطان السفّاحْ...!

كم مرَّةً في العُمرِ يأتي العُمرْ...؟!

كم مرةً في العُمر يأتي العُمرُ،

كي تأتي إليّ، لأفقدكْ...

كم مرةً يا سيدَ الأيامِ في نبضي،

نهضتُ إليك من جمري،

لألمسَ ضفَّتكْ...

كي أسألَكْ:

من أي حزنٍ أنتْ...؟

من أي وهمٍ جئتْ...؟

كيف احتشدتَ عليِّ من ليلِ الليالي...

وتركتَ وردَكَ في سلالي...

وتركتَ رعدَكَ،

تحتَ موجِكَ،

تحت غيمِكَ،

ثمّ غبتْ...؟!

يا آخرَ الأحلامِ في عمري،

لماذا،

كلما جئت اختفيت...؟!

* * *

إنيِ افتقدتُكَ...

أين أنتْ...؟

أجراسُ خطوِكَ هاجرتْ،

مجدولةً بالصِّمتْ...

إني افتقدتُكَ

أين أنتْ...؟

كلُّ المدائنِ، والموانئِ، والسواحلِ، والجداولِ،

غادرتْ أزمانها ومكانها،

حتى تعودْ...

لأقولَ لكْ:

كم مَّرةً في العُمرِ يأتي العُمرُ،

كي تأتي إليَّ،

لأفقدك...!

back to top