السياحة في الكويت!

نشر في 19-09-2015
آخر تحديث 19-09-2015 | 00:01
 بدر المطوع نسافر إلى أوروبا وننبهر بجمال المعمار في فرنسا، وجمال العمارات القديمة الضخمة ذات الأبواب العالية والشرف الواسعة، فهناك قانون في فرنسا يمنع هدم أي مبان قديمة؛ لأنها تعتبر من تراث الدولة، فهل تسير الكويت على هذا النهج؟ قبل الإجابة عن هذا السؤال هل لدينا مبان أثرية؟

في شتاء 2013 قدمت تقريراً فوتوغرافياً لجامعتي عن مباني الكويت القديمة، فقررت أن أكون سائحاً في بلدي لأستكشف بنفسي ما لا أعرفه عن تراث المعمار في الكويت قديماً، وبدأت من «بوابة الشامية» ومن ثم إلى منطقة شرق، وانتهت الرحلة التي استغرقت ثلاث ساعات في المستشفى الأمريكاني في القبلة، فوقفت تحت بوابة الشامية أتلمس خشبها وأتذكر ما قرأته عندما اجتمع الكويتيون في 1920 في رمضان لبناء هذه البوابة.

 وفي شرق وقفت أتأمل «قصر الشيخ خزعل» (صديق الشيخ مبارك الكبير) الذي يقع قرب قصر دسمان اليوم، والذي تحول سابقا قبل تدميره إلى أول متحف كويتي في الخمسينيات، ثم دخلت «بيت سدرة» أمام مستشفى الأميري وهو عبارة عن منزل كويتي قديم تحول الآن إلى معرض لبيع التحف والأثاث، ومشيت قليلا ووقفت فترة طويلة أنظر إلى «مسكن موظفي الصحة» الذي بني في 1950 والمطل على البحر مقابل سوق شرق، فرحت أتأمل دقة التصميم والفن في سور المبنى ونوافذه وشرفه ومداخله وأرضياته... تحفة معمارية!

 تحول هذا السكن الآن إلى مركز للوثائق التاريخية التابعة للديوان الأميري، ووقفت أيضا عند «مدرسة الشرقية للبنين» بأسقف الجندل التي أصبحت الآن تابعة لوزارة الخارجية، وصليت الظهر في «مسجد السوق الكبير» وأنا منبهر بأبوابه القديمة وأقواسه العالية وزخرفته الدقيقة.

وصلت إلى القبلة ودخلت «بيت السدو» القريب من مجلس الأمة، وهو عبارة عن أول سكن خاص بني باستخدام الأسمنت والكونكريت، ملك يوسف المرزوق في 1929 تحت إشراف معماري هندي، والذي أصبح الآن معرضا تاريخيا لفن السدو.

ثم توجهت إلى منازل يوسف بهبهاني، وهي عبارة عن 28 سكناً متشابهاً خلف فندق الشيراتون، وهي المساكن الوحيدة التي تمت حمايتها من الردم، وأصبحت اليوم محلات ومطاعم، وهناك مبان أخرى في خطة رحلتي لكن لم يسعفني الوقت، وانتهت رحلتي عند المستشفى الأمريكاني الذي تحول الآن إلى دار للآثار الإسلامية.

نعم المباني ليست كثيرة، وأنا حزين عندما قامت الدولة بتثمين الكثير وهدمه، لكنني متأكد أن لدينا مباني أثرية، وأن لدينا تاريخا عظيما، إذ نمر عبر هذه المباني يوميا بالسيارة ولا نلاحظ حتى وجودها ونجهل تاريخها.

 أما المباني العصرية والمباني الزجاجية والأفنيوز فكلها مبان جميلة، لكن الغرب يهتمون بتاريخهم ويعظمونه، ويصدرون القوانين لحمايته، ويجعلونه مزارا للزوار، والسائح عندما يزور روما يذهب لزيارة القصور والمباني الأثرية، وعندما يزور الكويت نأخذه إلى الأفنيوز، فهل حقاً الأفنيوز هو ما بنته الكويت فقط؟

قلة من جيلي- جيل الإنترنت والعولمة- من يعرف تاريخ الكويت ومبانيها القديمة، فلا بد أن يكون هناك على الأقل تعاون بين وزارة التربية والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لتنسيق رحلات تعليمية لطلبة المدارس، وأيضاً للسياح المهتمين بتراث الكويت، فالمسألة عبارة عن باص مكيف وتذكرة رمزية ومرشد سياحي يتكلم عن نشأة هذه المباني للسياح الأجانب والكويتيين!

back to top