النقاب عادة أم عبادة؟

نشر في 23-04-2016
آخر تحديث 23-04-2016 | 00:00
 حمدة فزاع العنزي يذكر رواة التاريخ والتراث قصة يقال إنها لفتاة من قبيلة مطير أجبرها والدها على الزواج من رجل لا تريده، فتعمدت الخروج لمقابلة أهل العريس بمنظر ينفّر منها كل من رآها، وعندما عرف أبوها بهذه الحيلة فرض عليها هذا اللبس الذي تطور ومرت عليه عواصف التغير والتحديث ليصبح نقاباً يخفي جزءاً من الوجه بعد أن كان يخفي الوجه ولا يظهر منه إلا العينان.

بعض الأخوات أخذن النقاب عادة كما جرى ذلك عند القبائل البدوية، وهي أن البنت بعد بلوغ سن معينة ترتديه لتعلن لمن يراها أنها سيدة ينبغي عليها التستر والتخفي عن الرجل الأجنبي والأقارب من غير المحارم، والبعض الآخر أخذوه عبادة وعادة في ستر مفاتن النساء وعدم إظهار الوجه، ونرى توجه الكثير من الحضر، لا القبائل فقط، الآن إلى ارتداء النقاب، ولكن ما يؤسفنا من هذا الطرح هو نقاط سأضعها على حروف صاغتها يد المدنية والتغيير على هذا الستر الذي توارثناه عن الجدات والأمهات.

تم استغلال النقاب من بعض ضعيفات النفوس ومحاولتهن الإساءة إليه، ولا يعلمن أن الإساءة تلحق بمن يرتدي لا بما يرتدى... النقاب لا حول له ولا قوة، سوى أنه وسيلة للستر والتستر من أمر ما.

بعض الخارجات على قانون الأعراف والتقاليد يستغللن هذا اللباس لمأرب آخر، ولغايات هن بها أعلم، وقد وصلت بهن استغلالية هذا اللباس الذي يعتبر جزءاً من أعراف وتقاليد ومعتقدات الكثير من الأسر في أهداف أقل ما يقال عنها غير أخلاقية أو تربوية، حيث يستغل في عمليات الغش الدراسي، والتستر خلفه لإدخال أخريات إلى الغرف الدراسية والاختبارات، أي يعتقدن أن هذا اللباس سيواريهن عن الأنظار والعيون، وكأنهن لا يعلمن أن رب السماء لا تخفى عليه خافية.

وهذا ما حدث وأثارته وسائل التواصل الاجتماعي منذ فترة ليست ببعيدة عن شكوك تحوم حول طالبة تدخل قاعة الاختبار وترفض إبراز هويتها الشخصية، رغم أن القانون يحمي السائل ويبيح له التأكد من هوية الحضور والطالبات.

نأسف لما وصلت إليه حالة اللباس الإسلامي والستر إلى استغلال بعض ضعيفات النفوس وتعديهن على حدود النقاب ووظيفته الحقيقية التي ينبغي أن يستخدم لأجلها فقط وهي الستر والعفاف.

back to top