إعادة الريادة الكويتية

نشر في 09-04-2016
آخر تحديث 09-04-2016 | 00:00
 فواز جاسم الشيباني عند منتصف خمسينيات القرن الماضي، وتحديداً خلال استلام المغفور له بإذن الله الشيخ عبدالله السالم قيادة البلد، كانت البداية الحقيقية لانطلاقة الكويت التنموية والديمقراطية والنقلة النوعية لاحتلالها مكانة مرموقة في المجتمع الدولي، حيث التنمية المعمارية الحديثة والتطور الصحي والتعليمي والثقافي والفني والرياضي الذي صاحب بناء المستشفيات والمدارس والمسارح والأندية وغيرها، إلى أن أصبحت الكويت رائدة في جميع المجالات بالنسبة لدول المنطقة. كان المجتمع صغيراً ومتجانساً، وكان الناس متعاونين وسعداء ببناء دولتهم الحديثة، وذلك إلى جانب الشرفاء من الوافدين، كانت الكويت فعلاً درة الخليج.

عبدالله السالم لم يكن مجرد حاكم يدير بلداً، بل كان قائداً فذاً حرص أولاً على بناء التنمية البشرية، وغرس من خلالها روح العمل وتعزيز دور الوطنية، فانطلق عبر القيادات المختارة إلى تقوية الاقتصاد وتأمين استقرار البلد ودفع الشعب إلى المشاركة في الحكم وصنع القرار وإعطائه قوة وسلطات واسعة عن طريق مجلس الأمة. كذلك عمل الأمير الراحل على الحد من سطوة المتنفذين السيئين وأبرز دور وجهاء البلد الناصحين واللقاء بهم، مما أعطى للحكم هيبة وفوق كل ذلك محبة ووقاراً.

واليوم، وبعد مضي أكثر من نصف قرن، يفترض أن تكون الكويت في مصاف الدول المتقدمة فيما لو مضت على خطى عبدالله السالم! لكن فقدان القيادات الحكومية البوصلة الريادية على مستوى دول المنطقة جعلنا متأخرين، بل سأختصر وضع الكويت الحالي بسؤال ورد في الأثر منسوباً إلى علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، لأختم به مقالي، حيث سئل: ما يفسد أمر القوم يا أمير المؤمنين، قال: ثلاثة، وضع الصغير مكان الكبير، وضع الجاهل مكان العالم، ووضع التابع في القيادة.

back to top