زينة الراسي: طموحاتي كبيرة والأمومة غيّرت نظرتي إلى الحياة

نشر في 20-03-2016 | 00:01
آخر تحديث 20-03-2016 | 00:01
منذ إطلالتها على الشاشة، تميّزت زينة الراسي بجمالها الخارجي وحضورها المحبب وعفويتها في محاورة ضيوفها، هي التي تؤمن بضرورة إعطاء الأولوية للضيف في أي برنامج حواري مع أهمية احترامه وجعله يوصل رسالته بأفضل صورة ممكنة.
عن مسيرتها المهنية ومشاريعها المستقبلية، كانت معها الدردشة التالية:
تستمرين في تقديم «وبتحلا الحياة»، كيف تقيمين تجربتك في هذا البرنامج؟

سعيدة جداً بمشاركتي في تقديم برنامج يستضيف أشخاصاً من مجالات حياتية مختلفة، ويسلّط الضوء على الأحداث الآنية، ويواكب التطورات والتغيّرات. تغنيني هذه العوامل مجتمعةً على الصعيد الشخصي. من جانب آخر، أجد أن الإطلالة اليومية على المشاهدين مهمة جداً لناحية الانتشار وتطوير تقنية التعاطي الصحيح مع الجمهور وإيصال الرسالة إليه بشكل مهني وصادق في آن.

سبق وقدمت برنامجي Tea Time و”هواكم” اللذين لا يختلفان عن “وبتحلا الحياة”.

صحيح، كان Tea Time أوّل برنامج قائم على أجندة يومية للأحداث يعرض عبر الشاشات اللبنانية المحلية، وفيما توجّه بشكل واسع إلى المرأة مال “هواكم” إلى جمهور الشباب تحديداً. أما “وبتحلا الحياة” فيجمع بين اهتمامات المرأة وجيل الشباب، وحتى الرجال لهم حصّتهم أيضاً.

تشاركت في تقديم البرامج التي تحدثت عنها مع زميلات لك، هل تشعرين أن التقديم المشترك أكثر صعوبة من التقديم المنفرد؟

يتطلّب الاثنان مهنية وجدارة، لكن لا شكّ في أن التقديم المشترك يتطلّب مهارة في تحقيق حوار ناجح مع الضيف وانسجام وتناغم مع الزميل في الوقت عينه، من دون أي تشويش أو مقاطقة لبعضهما البعض. من هنا، متفقة أنا وزميلاتي على أن للضيف الأولوية في البرنامج، ومن الضروري أن يوصل فكرته بالشكل المناسب، ولا شك في أن الخبرة وتعاطينا اليومي مع بعضنا البعض جعلانا أكثر معرفة وإدراكاً لجميع التفاصيل والمتطلبات لإنجاح حلقات البرنامج.

لكنّ الغيرة تدخل أحياناً بين مقدمات البرنامج الواحد، ما رأيك؟!

هذه الغيرة ليست موجودة بيننا لسبب بسيط، أن نجاح البرنامج واستمراريته يتطلبان أن تكون كل واحدة منّا مميزة، والعكس صحيح. فشلي أو فشل زميلتي سينعكس على البرنامج ككل، وبالتالي سيخسر جماهيريته واستمراريته، من هنا همّنا الوحيد تحقيق النجاح للبرنامج.

ألا تتطلّعين إلى تقديم برنامج منفرد؟

ما من مقدمة برامج إلا وتتطلّع إلى أن يكون لديها برنامجها الخاص حيث ترسم هويتها وتبرز أسلوبها الخاص في التقديم. لكن ذلك لا يعني أنني مستعدة لقبول أي عرض لمجرد أن يكون لدي برنامجي الخاص، فكثر قدموا برنامجاً بشكل منفرد وكان نصيبهم الفشل كونهم لم يدرسوا خطوتهم جيداً. ما زلت أبحث عمّا يشبهني، وهمّي الأوّل ترك بصمة إيجابية دائماً لدى الجمهور الذي يعتبر الحكم الأوّل والأخير لنجاح أي مقدم أو فشله.

روح الفكاهة

أي نوعية من البرامج هي الأقرب إليك؟

منذ دخولي عالم التقديم كانت أكبر حصّة عندي للبرامج الاجتماعية. يستهويني اليوم البرنامج القائم على المنوّعات مع بعض الترفيه، وأشعر أنني من خلاله أستطيع تقديم شيء جديد ومميز، لا سيما أن شخصيتي تتضمّن جانباً من هذا المجال وأود لو يتعرّف الناس إليه، فأنا شخص أحب الحياة والمرح وعفوية في تصرفاتي وأملك روح الفكاهة.

روح الفكاهة التي تتحدثين عنها ترجمتها عبر إحدى نشرات الأخبار على الـlbc حيث تقدمين فقرة الأحوال الجوية!

(تضحك) صحيح، ما أثار بلبلة كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. خلال فقرة الأحوال الجوية سألني مذيع الأخبار بسام أبو زيد ما إذا كنت أنصح الناس في الأجواء الحارة التي شهدها لبنان منذ أسابيع قليلة بالاتجاه إلى البحر، فأجبته: “ليقرروا بنفسهم”، ثم عاد وسألني: “هل ستقصدين البحر؟”، فابتسمت وأجيت بكل عفوية: “لا دخل لك بالأمر!”، وكان ذلك على سبيل المزاح وسرعة البديهة لا أكثر.

تستمرين في تقديم نشرة الأحوال الجويّة، لماذا!

صحيح وأحب هذه الإطلالة كونها تعرفني إلى نوعية أخرى من الجمهور، فالبرامج التي سبق وقدمتها وذكرتها تعرض في فترة بعد الظهر حيث يكون الجمهور مختلفاً عن جمهور المساء.

تتمتعين بالشكل الجميل وبأناقة ملحوظة، إلى أي مدى ساعدك هذان العاملان لتحقيق الشهرة على صعيد التلفزيون؟

نعيش اليوم زمن الصورة، والانطباع الأوّل مهم جداً لدى الناس. في حياتنا العادية، حين نتعرّف إلى أي شخص يلفتنا شكله أولاً، ثم حضوره وحسن تصرفه ولباقته وثقافته... من هنا وكوني أدخل بيوت الناس يومياً عبر الشاشة، أحرص تماماً على أن أطلّ بأفضل حلّة احتراماً لنفسي وللمشاهد في آن، وفي الوقت عينه أعمل جاهدةً على صقل ثقافتي وموهبتي كي أكون حرفية وناجحة في عملي.

اتجهت كثيرات من مجالات مختلفة إلى تقديم البرامج اعتماداً على شكلهن!

لكل شخص الحرّية في خوض المجال الذي يريد، لكن المشاهد سيكون له بالمرصاد فهو يستطيع التمييز جيداً بين المقدمة التي تتمتّع بالمواصفات المطلوبة شكلاً ومضموناً وبين من تلهث وراء شهرة معينة فقط من خلال شكلها الخارجي. الكاميرا على غرار المرآة تفضح جميع الأشياء، من هنا أصرّ على أن أكون متمكّنة من المادّة بين يديّ، إضافة إلى أني أرفض الوقوف مكاني وأسعى إلى التقدّم في مهنتي.  

حروب كثيرة تخاض في الكوايس بين مقدمات البرامج، هل تعرضت لواحدة منها؟

لا أريد تسميتها «حروباً» بل هي عراقيل أو صعوبات توضع إزاء كل شخص ناجح، وهي موجودة في مجالات الحياة كافة. حتى ربّة المنزل التي لا تعمل تواجه صعوبات في حياتها. من ثم، علينا التأقلم مع العراقيل ومعرفة كيفية مواجهتها بذكاء وحنكة.

المرأة والأم

صودف أخيراً يوم المرأة العالمي، كيف تقيمين وضع المرأة العربية عموماً واللبنانية خصوصاً اليوم؟

لا شك في أن المرأة في العالم العربي أثبتت جدارتها في مجالات عدّة في الحياة، ووصلت إلى مراكز متقدمة، لكنها ما زالت في نصف الطريق وأمامها استحقاقات كثيرة ضمن مجتمع ذكوري ينظر إليها على أنها عنصر ضعيف لا تتساوى في حقوقها معه، وهذا أمر خاطئ. المرأة هي الأم والأخت والحبيبة والزميلة ونصف المجتمع.

هل تعانين مشكلة مع الرجل الشرقي؟

بتاتاً. أعارض من يتمتّع بعقلية ذكورية لكني أعترف أن رجالاً كثراً كانوا أيضاً وراء نجاح نساء كثيرات من خلال دعمهم ومساندتهم لهن. وكي أكون صريحة أكثر، تقف المرأة أحياناً في وجه المرأة لإضعافها والحدّ من انطلاقتها، من هنا لا يجب إلقاء اللوم دائماً على الرجل.

ماذا عن الأمومة التي تعيشينها؟

إنها أهم ما في الحياة. حين رزقت بابنتي تغيّرت نظرتي إلى الحياة، جعلتني أرى الأمور أكثر جمالاً وأحبّ كل لحظة في يومياتي، وأنظر حتى إلى المشاكل بطريقة إيجابية ملؤها التفاؤل. أصبحت أعرف المعنى الحقيقي للتضحية والحب المجرّد. الأمومة أجمل ما يمكن أن يحصل لأي امرأة. هي نعمة أتمنى أن يغدق الله بها على النساء كافة.

back to top