بلا سقف :«السالفة مطولة»

نشر في 08-03-2016
آخر تحديث 08-03-2016 | 00:01
 محمد بورسلي أربعة أشهر مضت وانقضت على إعلان اللجنة الأولمبية الدولية تجميد النشاط الرياضي في الكويت، وها نحن ما زلنا نراوح مكاننا في المربع الأول، وندور يومياً في حلقة مفرغة ملؤها الصراعات والمهازل، وتبادل الاتهامات بين مختلف الأطراف ذات الصلة بالشأن الرياضي، إذ تفرغ المتسببون في الأزمة الراهنة للكلام وتبرير الأخطاء، وتركوا رياضتنا في إجازة قسرية، دون أن يرف لهم جفن، وكأن المطلوب هو استمرار هذا الشلل في الحركة الرياضية إلى أجل غير مسمى.

ويقول الواقع إن الفريق الحكومي المسؤول عن الملف الرياضي قد فشل فشلاً ذريعاً في إدارة الأزمة، وسبل التعامل معها ومواجهتها، فمنذ البداية، والحكومة تتبع سياسة رد الفعل، وتتصرف دون الاستناد إلى خطة مدروسة أو وضع رؤية متكاملة لمسار الخروج من الأزمة، حتى بدت كأنها تلعب الشطرنج مع الطرف الآخر.

ومنذ البداية نحن نقول إن "الهيئة العامة للرياضة" قد أوقعت نفسها في دوامة دولية معقدة لن تخرج منها بسهولة، وها هي الأيام تثبت صحة ما ذهبنا إليه، حيث اقتصرت التحركات الحكومية في غالبها على اجتماعات ومحادثات "عقيمة" في سويسرا، وحملات ترويجية "قصيرة الصلاحية" على غرار "راح نلعب"، إضافة إلى اتخاذ سلسلة من القرارات المترنحة، والتي دللت بشكل أو بآخر على حالة الارتباك التي يعيشها المسؤولون عن التعامل مع الأزمة من الجانب الحكومي، وهذا ما جنيناه -مع الأسف- من تبعات إناطة المسؤولية لغير المؤهلين وغير الجديرين!

وتتضح السلبية بأجلى صورها عند أخذ نظرة على الطرف الآخر من الأزمة الرياضية "المفتعلة"، فلا يمكن لأي شخص "مُبصر" أن يبرأ ساحة قادة الحركة الرياضية الكويتية مما آلت إليه الأوضاع الرياضية من تعقيد، وعلى رأسهم رئيس "اللجنة الأولمبية الكويتية" الشيخ طلال الفهد، الذي يجيد حتى الآن ضبط إيقاع اللعب وفق الظروف التي يحتاج إليها فريقه، وعلى ما يبدو فإنه يسعى إلى إطالة أمد الأزمة، عبر وضع العصا في عجلة كل خطوة تخطوها "الهيئة" في سبيل حلحلة الوضع القائم، وصولاً إلى جرّ الرياضة الكويتية نحو التعطيل الكامل، بغية إثارة الشارع الرياضي، والاستفادة مما يترتب على ذلك من إحراج للحكومة، وكسب نقاط على حسابها.

ولعل الأكثر إثارة لعلامات الاستفهام والتعجب في هذه الأزمة موقف رئيس اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية (أنوك)، والمجلس الأولمبي الآسيوي الشيخ أحمد الفهد مما تتعرض له رياضة بلاده من ابتزاز ممنهج من قِبَل "اللجنة الأولمبية الدولية"، إذ تراوح مواقف "بوفهد" ما بين الاكتفاء بالفرجة أحياناً، وغض الطرف أحياناً أخرى، وكأن شيئاً مما يحدث في الكويت لا يعنيه! ولم يقف "معاليه" عند هذا الحد، بل وتعداه إلى التصريح بعدم نيته التدخل "بشكل إيجابي" للمساهمة في إيقاف معاناة الرياضة الكويتية، ما لم تطلب منه الحكومة ذلك (...)، وهذا ما يوصلنا إلى حقيقة مؤلمة عن واقعنا الرياضي، وهي أن صراع النفوذ والمصالح قد وصل بالبعض إلى حد "المساومة"، و"بيع وشراء المواقف" على حساب سمعة الوطن!.

وعلى الرغم من السوداوية التي تطغى على الأوضاع الرياضية منذ سنوات، فإن الكوميديا لاتزال حاضرة ومؤثرة في جنبات المشهد، وآخر فصل من فصول "الكوميديا السوداء" الرياضية كان "الوفد الشعبي" المشكّل من مجلس الأمة "لحشد الدعم الدولي اللازم لرفع الإيقاف"، هذه المبادرة العظيمة، التي نجحت بشكل مبهر في جمع "الأضداد" على رأي واحد هو: الفشل المسبق للفكرة وانعدام جدواها.

أما الخاسر الأكبر، فهو دائماً وأبداً الشباب الرياضي الكويتي، فمع تعاقب الأزمات، باختلاف طبيعتها وظروفها وأطرافها، تظل القاعدة السائدة حتى الآن هي أن يدفع الرياضيون فاتورة خلافات وتصفيات لا علاقة لهم بها.

قفّال:

سر التخلف يكمن في الابتعاد عن صلب القضايا والبحث في القشور.

back to top