هنيئاً لك يا إسرائيل!

نشر في 30-05-2015
آخر تحديث 30-05-2015 | 00:01
 د. نجوى الشافعي لم تتخيل إسرائيل يوماً أن يحقق الله لها تلك الأمنية الغالية من خيبة تصيب العرب عامة والمسلمين خاصة، بحيث تصب في مصلحة قوتها وازدهارها وتقدمها، وتفتت أي قوة وتماسك ورهبة للعرب، كما يحدث الآن في هذه الحقبة المظلمة من تاريخ الأمة العربية... فها هم المسلمون أنفسهم يبهجونها ويشرحون لها صدرها بتحقيق ما عجزت عنه منذ قيامها في العقد الخامس من القرن الماضي وبدون طلقة واحدة أو صاروخ ينطلق من أرضها، بانهيار أربع دول عربية (اثنتان منها من دول المواجهة مع إسرائيل) تتمزق في صراع دموي أسود تحت راية الدين والطائفية.

يتشرد الآلاف بل الملايين، ويموت مثلهم، وتتراجع الصحة، ويتوقف التعليم وسائر شؤون الحياة التي تصنع الأمم المتقدمة، وفوق هذا وذاك تتحطم الجيوش، وتتبدد الثروات، وتذهب الأموال إلى جيوب الغرب وبنوكه، وبكل أسف تدفع الشعوب العربية الثمن لفواتير حساب التطرف والتشدد والفهم المغلوط لدينٍ، إرهاصات الرحمة والتسامح والحب والتعاون على البر والتقوى فيه، تفوق بكثير ملامح التشدد والعنف.

 ولكن يبدو أن الغلظة التي ذمها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم هي شيمة فريق كبير من المسلمين، فأغفلوا دعوات القرآن والسنّة الواضحة والصريحة إلى الاتحاد والتعاون والتآلف ونبذ الخلاف، ورفعوا راية التشاحن والتآمر، بل قتل بعضنا بعضاً في صراع سياسي بغيض باسم الدين.  إننا أمام مؤامرة عالمية حقيرة، التقط المسلمون طُعمها، تهدف إلى تقزيم الأمة العربية، ووقف نموها كما يقولون؛ كي نضيف تخلفاً إلى تخلف والتصاقاً بالعصور المظلمة أكثر وأكثر، وابتعاداً عن روح العصر والعلم والحرية، فينعم عملاء الغرب في منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسهم إسرائيل، بريادة المنطقة وقيادتها، وتضمن إسرائيل أمنها واستقرارها وتقدمها وتفوقها على العرب الذين أزعجوها كثيراً بحق العودة وحدود ما قبل عام ١٩٦٧.

 إن القلب ليحزن والعين لتدمع ونحن الدمار يغلف مدناً عربية بأكملها كانت في الماضى رمزاً للحضارة وشاهداً على تاريخ هذه الأمة ومجدها، وتطغى مشاعر الأسى والألم حين نشاهد خيام اللاجئين لشعوب عربية أخرى غير الشعب الفلسطيني، فبدلاً من تحرير الأخير أضفنا إليه خياماً مؤنسة!

 إن إسرائيل ماضية في مشروعها وخطة استيلائها على القدس، وربما مستقبلياً إضافة المزيد من أراض عربية مفتتة سعياً إلى تحقيق حلمها من الفرات إلى النيل! وسلم لي على القضية الفلسطينية!

back to top