بلا سقف : من ضيّع «العربي»؟

نشر في 10-05-2015
آخر تحديث 10-05-2015 | 00:01
 محمد بورسلي الآن صار بوسعنا أن نقول إن حلم "العربي" بإعادة الأمجاد وتحقيق لقب الدوري الغائب منذ سنوات قد تلاشى، ويالها من حسرة يعيشها العرباوية بعد أن كان مصير اللقب في متناول أيديهم، ثم رأيناهم جميعاً كيف هم فرطوا به إثر فقدانهم التوازن في الأمتار الأخيرة من سباق المنافسة، وتلك نتيجة حتمية لغياب الإدارة الواعية القادرة على ضبط مسار الفريق وعزله عن المؤثرات السلبية التي قلما تخلو منها أجواء المنافسة الكروية، فكان ثمن الأخطاء الإدارية القاتلة باهظاً جداً على "الأخضر"، الذي من المؤسف أن يدفع لاعبوه وجماهيره العاشقة الوفية فاتورة "الأنا" الطاغية لدى إداريي الفريق.

حين كان "العربي" يقترب شيئاً فشيئاً من حسم الدوري وهو في أحسن حالاته الفنية، وعندما كان لاعبوه في أمس الحاجة إلى أعلى درجات التهيئة النفسية، بدأت سلسلة التصريحات العنترية وأثيرت الزوبعات الإعلامية، وأصبح الشغل الشاغل لإداريي "الأخضر" هو البحث عن الظهور (الشو) الإعلامي والدخول في مماحكات شخصية لم تنعكس بأي فائدة على الفريق، بل على العكس أدت تلك التصرفات الرعناء إلى تشويش أذهان اللاعبين وزيادة الضغط النفسي عليهم، وهو ما ظهر جليا على أداء "العربي" السيئ في موقعة الحسم أمام القادسية، التي خاضها لاعبو "الأخضر" وهم في حالة تشتت ذهني رهيب ما بين الهدف الأهم وهو الحسم، وتصفية حساب الصراع الطارئ مع الغريم "الأصفر"، وما إلى ذلك من التفاهات غير المجدية التي ضربت "الزعيم" في مقتل... هذا ما جناه العرباوية على أنفسهم حين سلموا إدارة الفريق الأول لـ"متفذلك" أرعن متأثر بأسطورة "البطل الأوحد" التي تتميز بها الأفلام السينمائية الهندية.

كثيرة هي الأخطاء القاتلة التي ارتكبتها الإدارة العرباوية طوال مسيرتها الإدارية، ولعل الخطيئة الأبرز لهذا الموسم تمثلت بتكليف قليل الخبرة حسين عاشور بإدارة الفريق الأول لكرة القدم، ومحاولة تصويره للجماهير على أنه "سوبرمان" إداري يأتي بالأفراح أينما حل، فمع علمنا بالنجاحات الإدارية التي حققها "عاشور الصغير" مع فريقي الكرة الطائرة وكرة اليد بالنادي العربي، إلا أننا إلى جانب ذلك نعي أن ظروف المنافسة، نوعية المنافسين، وحجم الضغوط الإعلامية والجماهيرية، هي عناصر تتفاوت في خصائصها من لعبة رياضية لأخرى، فلكل لعبة طبيعتها الخاصة وبيئتها التنافسية المختلفة، ومن غير المقبول أن يتحول "زعيم الكرة الكويتية" إلى مجرد حقل تجارب إدارية، وأن تذهب أحلام وتطلعات جماهيره الوفية ضحية لمشاريع انتخابية وحركات استعراضية رخيصة الهدف منها تحقيق أمجاد شخصية.

لطالما كانت علة النادي العربي، بمختلف ألعابه الرياضية، علة إدارية صرفة، ومن يخرج للدفاع عن أخطاء الإدارة أو يسقط إخفاقاتها على جهات وأطراف أخرى، هو هارب من الواقع يبحر في بحر الأوهام، ومن يُرد أن يتأكد فما عليه سوى مراجعة النتائج ومسيرة الفرق المختلفة في النادي العريق الذي تحول مع هذه النوعية من الإدارة إلى نادٍ من الصف الثاني.

قفّال:

من لا يُجِد لعبة "الضوء والظل" في الإعلام... فسيحترق.

back to top