غلاف الكتاب... بين غموض الفكرة وبساطتها

نشر في 07-06-2015 | 00:02
آخر تحديث 07-06-2015 | 00:02
• المؤلفون يبحثون عن شكل يجذب القارئ

تصميم أغلفة الكتب أحد أهم الفنون راهناً، ولا يُخفى على أحد أن هذا الفن يُعتمد عليه بشكل أساسي في المطبوعات كافة. بالتالي، يجب لفت نظر القارئ إليه من خلال بساطة الفكرة أو غموضها. والكتاب بغض النظر عن مضمونه ومؤلفه يوضح في غلافه فكرة الإصدار، كذلك يبين طريقة دار النشر في تقديمه لجمهور القراءة.
«الجريدة» التقت مجموعة من المثقفين لرصد آرائهم حول أهمية غلاف الكتاب وكيفية اختياره.
وفي ما يلي التفاصيل.
يشير الروائي عبد الوهاب الرفاعي إلى فكرة أهمية الغلاف على اعتبار أنه الواجهة الحقيقية للإصدار، لا سيما أن المتلقي يبحث عن الجديد والمختلف، ويقول: «أصدرت كتبي بأغلفة يختلف منظورها عن بقية الإصدارات لأنها تخاطب فئه الشباب، وأحسست حينها أن لهذه النوعية من الأغلفة تأثيراً كبيراً، وكانت أحد الأسباب الرئيسة في ارتفاع مبيعات كتبي».

وتابع الرفاعي: «لما أسست دار «نوفا للنشر» عام 2012 وضعنا تصميم الأغلفة كأحد أهم الأساسيات لدينا، وخططنا أن تكون الأغلفة جاذبة حتى لو لم يكن الزبائن من القراء، وبالفعل زادت حصيلة القراء لدينا بسبب الأغلفة.

ويشير الرفاعي إلى أن لديهم مصمماً خاصاً للأغلفة، و{قمنا بتوجيهه على أن يضفي الروح الشبابية عليها».

 

هو العنوان 

 

يقول الروائي عبد الوهاب الحمادي بدوره: «غلاف الكتاب هو أول ما يلمحه القارئ، وله دور لا يستهان به في إيصال الفكرة. وتفوّق الغرب في هذا المجال واضح لكل متابع، حيث تكتنف أغلفة الكتب البساطة وتأتي ومعبرة بحرفية عالية عن المضمون.

 ويلفت الحمادي إلى أن ثمة فروقات بين الرواية وبين السيرة الذاتية وبين التاريخ، ولكل عالمه الخاص من حيث التصميم. صدرت لي {دروب أندلسية} وأحببت أن تكون صورة الغلاف مغايرة لجميع ما شاهدت من كتب عن الأندلس، حيث وضعت صورة من قصر الملك بيدرو ولم أضع صورة للحمراء أو جامع قرطبة. وعندما بدأت بالرواية جاءت {الطير الأبابيل} بغلاف يحتوي على برجي التجارة في نيويورك وانفجارهما الذي كان نقطة انطلاق الرواية. وأخيراً، {لا تقصص رؤياك} التي جاءت ببومة على غلافها كثيمة من العمل بالإضافة إلى بالون ويد تفلت الخيط كتلك اليد التي رسمها مايكل أنجلو في لوحة {الخلق}. كان الغلاف أقرب إلى الحرفية عبر ريشة الفنانة مشاعل الفيصل.

ويعتبر الحمادي أن أفضل الأغلفة في النشر العربي ما خرج عن المألوف والمعتاد مستمداً روحه من النص الذي يرقد خلف الغلاف، ليكون امتداداً له ومكملاً في المعنى.

 

بساطة الفكرة

 

أما الكاتبة حياة الياقوت فتقول: {أرى أن عنوان الكتاب وغلافة هما دفتا بوابة الدخول على القارئ. يقال «لا تحكم على الكتاب من غلافه» ويقول عمر الوردي: «خذ بنصل السيف واترك غمدة... واعتبر فضل الفتى دون الحلل». لكن رغم ذلك كله لا يزال الغلاف يشكل أهمية للقارئ، خصوصاً إذا كان يقرأ للكاتب لأول مرة}.

 وترى الياقوت أنه من مهام الغلاف أن يلخص ببساطة الفكرة الرئيسة للكتاب بشكل يعاون العنوان. وعن تجربة، تؤكد أن القارئ لا يحب الأغلفة التي تحمل إحالات كثيرة أو رموزاً عليه تفكيكها أثناء القراءة كي يفهم المقصود. «بل يجب أن يكون المعنى واضحاً، ومرتبطاً أيضاً بمحتوى الكتاب، إذ سيكون مخيباً أن يقول الغلاف شيئاً غير موجود في الكتاب أو يضخم وجود شيء مذكور عرضاً.

 

واجهة للإصدار

 

يهوى عبد الوهاب العوضي رسم الأغلفة وتصميمها، خصوصاً الكتب الأدبية والشعرية. يقول في هذا المجال: «الغلاف مهم جداً للكتب عموماً، وللثقافية منها خصوصاً، فهو واجهة جميلة، أو يمكننا أن نقول لوحة فنية بحد ذاتها، قد تكون جاذبة ومكملة للعنوان والمضمون. وفي بعض الأحيان، ومن نظرتي الخاصة، أفضل أن يكون الغلاف مثل اللغز وغير مباشر لشد المتلقى».

ومن جانبه، يقول الكاتب أحمد الفضلي إن لغلاف الكتاب دوراً مهماً في جذب واستقطاب القارئ، مضيفاً أنه في الوقت الحالي أصبح الاهتمام بأغلفة الكتب كبيراً جداً، لا سيما مع توافر مختصين في هذا المجال وفنيين موهوبين مهتمين بتصميم أغلفة الكتب بمختلف مضامينها الفكرية، الثقافية وحتى كتب أطفال.‏ ويشدد الفضلي على أهمية أن لا ينخدع القارئ ببعض الأغلفة من دون الانتباه إلى اسم المؤلف أو حتى الاطلاع على محتوى الكتاب، فليس كل ما يلمع ذهباً.

 ويتابع بأن دور النشر أصبحت تتوجه إلى التطوير في تصميم أغلفة كتبها في الآونة الأخيرة، فخرجت عن الطريقة التقليدية في تنفيذ بعض الأغلفة مستغلة بذلك تطور أجهزة الطباعة، وأضافت خصائص لم تكن موجودة سابقاً.

back to top