بلا سقف : «الأزرق» ليس ملكية خاصة!

نشر في 23-11-2014
آخر تحديث 23-11-2014 | 00:01
 محمد بورسلي في بداية المشوار، وحين كانت بعض الآراء والتحليلات الصحافية تسرف في الأمنيات، وتضع منتخب الكويت على رأس قائمة المرشحين لنيل لقب كأس الخليج، بحكم إجادتنا للألعاب الذهنية، وتمرسنا في المناورات الإعلامية، قلت إن قواعد اللعبة الخليجية قد تغيرت، ويجب علينا أن نُحسن قراءة المتغيرات والتحولات، كي لا تكون رهاناتنا دائماً غير واقعية، ما يعني أنه لا يمكن لنا أن نعتمد بشكل كلي على "اللعب خارج الملعب"، وإلا سيكون مصيرنا الجلوس على رصيف التاريخ، ولعل الخروج المهين لمنتخبنا من «خليجي 22» لخير دليل على صحة رؤيتي.

تُرك أزرقنا في الرياض تحت رحمة تخاريف فييرا، فيما راح "أبوالعرّيف" يتبختر أمام الكاميرات وحده لا يشاركه إلا منسقه الإعلامي، وتزامناً مع تحقيق الأزرق نتيجتين إيجابيتين جاءتا (بالبركة)، بدأ الغرور يتسلل إلى نفس سعادة الرئيس، فسيطرت لحظة النشوة على وجدانه في توقيت قاتل، حيث كان منتخبنا يحضِّر لجولة الحسم أمام عمان، في الوقت الذي أطلق المنسق الإعلامي سهامه المترنحة تجاه رئيس اتحاد الإمارات لكرة القدم يوسف السركال، التي أخطأت الهدف، وإذا بها ترتد سلباً على وضع منتخبنا كله، نتيجة انشغال الشيخ طلال الفهد بحربه الأهم في نظره، وتفرغه للتصدي لقضية إيقاف منسقه الإعلامي، معتبراً إياها تحدياً شخصياً له، ما أدى إلى انشغاله عن مهمته الرئيسية، وهي توفير أفضل الأجواء للأزرق خلال البطولة، بل على العكس تماماً، سيطر الشحن الزائد على معسكر الأزرق في ليلة المباراة الحاسمة... فوقعت الكارثة.

ولم يتوقف الشيخ طلال الفهد عند هذا الحد، بل وسَّع نطاق حربه المصطنعة والمستترة خلف شعار "حماية الأزرق"، وقام بفتح جبهة جديدة مع لجنة الحكام الآسيوية والحكم الأسترالي بنيامين ويليامز، ثم أعلن فجأة نية الكويت تقديم مرشح لعضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم في الانتخابات المقبلة (...)، وأتت تلك المناورة مكشوفة لمن يعرف "البير وغطاه"، وبالتالي سقط الفيلم الجديد لـ"الدكتور" في فخ التكرار بسبب رداءة الحبكة الدرامية.

وما زاد طين الأزرق بلة هو قدوم رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الشيخ أحمد الفهد للرياض في يوم الكارثة، وما شهدته زيارته القصيرة من ادلائه بتصاريح أقل ما يقال عنها إنها غير متزنة وتفتقر إلى الحكمة.

وهنا يجدر التذكير بأن الشيخ أحمد الفهد كان قد صرح عبر لقاء متلفز خصَّ به «أبوظبي الرياضية» قبل انطلاق منافسات «خليجي 22» قائلاً: "منتخب الكويت سيكون مفاجأة البطولة"، وقد صحت تنبؤات "بوفهد"، فكانت المفاجأة هي "العار" الذي تعرض له الأزرق، وتألق الـ"سوبر ستار" طلال المحطب!

ومع كل الحب والتقدير، أقول للشيخين العزيزين أحمد وطلال الفهد: والله لقد سئمنا اختلاق الأزمات واصطناعة الصراعات... صفوا حساباتكم الشخصية مع خصومكم وتصارعوا معهم كما تشاؤون، ولكن بعيداً عن منتخبنا، ولا تخوضوا حملاتكم الانتخابية القارية على حساب الأزرق، لأنه منتخب الوطن، وليس ملككم.

قفّال:

جسده في الرياض، وعقله وقلبه في كوالالمبور!... هكذا كان يتصرف.

back to top