ما آثار الضغط النفسي على القلب؟

نشر في 06-11-2014 | 00:01
آخر تحديث 06-11-2014 | 00:01
أثبتت إحدى الدراسات أن ضغط العمل يرفع خطر احتشاء عضلة القلب. يبقى النشاط الجسدي أحد أفضل الحلول لهذه المشكلة.
هل الضغط النفسي يضرّ القلب؟

الضغط النفسي يضر القلب لأنه يستطيع تنشيط ردود فعل دفاعية في الجسم بطريقة مفرطة. بحسب حالة كل فرد، يتفاعل جهاز القلب والأوعية الدموية بقوة متفاوتة: الضغوط أو العواطف أو المخاوف تحفز ممرات عصبية معينة (الجهاز العصبي الودي)، ما قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الشرايين ومعدل ضربات القلب. هكذا يبدأ القلب بالخفقان بسرعة ويمكن أن يؤدي أي تشنج إلى تقليص حجم الشرايين التاجية.

يؤثر تنشيط الجهاز العصبي الودي على الغدد الكظرية التي تقع فوق الكلى وتفرز مواد الكاتيشولامين والكورتيزول، أي {هرمونات الضغط النفسي}. يؤدي إطلاقها في الدم إلى تعزيز احتباس الماء والملح وتغيير عملية أيض الدهون والسكر. تشمل العواقب على المدى الطويل: اكتساب الوزن، ارتفاع ضغط الشرايين، السكري، الكولسترول... من المعروف أن هذه العوامل ترفع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. أخيراً، يدفع الضغط النفسي إلى {التعويض} عبر التدخين أو التهام السكريات: إنها السلوكيات التي تعزز هذه الحلقة المفرغة.

هل يمكن أن نموت من الخوف؟

نظرياً نعم! بعد اختبار عواطف قوية، قد يضطرب الجسم بشكل مفرط (تشنج الشرايين، ارتفاع معدل ضربات القلب وضغط الشرايين) إلى حين الإصابة بسكتة قلبية، لا سيما عند الأشخاص الأكثر عرضة للمشاكل القلبية. ترتبط 33% من حالات احتشاء عضلة القلب و10% من الحوادث الوعائية الدماغية بالضغط النفسي مباشرةً. خلال كأس العالم في ألمانيا في عام 2006 مثلاً، ارتفع معدل حالات احتشاء القلب بثلاثة أضعاف بين المشاهدين الألمان في بعض المباريات المسائية. يعزز الضغط النفسي اضطرابات إيقاع القلب وأمراضاً أخرى أقل شيوعاً مثل التشريح الأبهري.

هل من فئات أكثر عرضة للخطر؟

نعم على المستوى النفسي! يكون بعض الأشخاص أكثر عرضة للضغط النفسي من غيرهم بسبب مشاكلهم الصحية السابقة وتاريخهم العائلي. لكن تم رصد خصائص الفئات التي تكون معرضة لأمراض القلب والأوعية الدموية. يرتفع ضغط الشرايين بوتيرة أسرع عند الأشخاص الذين يغضبون بسهولة. ينطبق الأمر نفسه على الأشخاص الذين يتظاهرون بالهدوء ويكبتون مشاعرهم.

هل المرأة محصنة؟

لا، ليست كذلك. الضغط النفسي لا يوفر النساء. على المستوى الفيزيولوجي، يكون نطاق الشرايين التاجية محدوداً لدى المرأة، ما يجعلها معرضة للتشنجات التي ينتجها الضغط النفسي. على صعيد آخر، تكون البطانة التي تغلف الأوعية الدموية وتضمن ليونتها حساسة تجاه التغيرات الهرمونية. تتراجع قدراتها الوقائية منذ المرحلة التي تسبق انقطاع الطمث (بين عمر 48 و53 عاماً)، أي حين يتراجع إفراز الأستروجين الطبيعي. تكون المرأة أكثر عرضة من الرجل إذا كانت تدخن أو وزنها زائد أو مصابة بالسكري، لا سيما إذا كانت تأخذ حبوب منع الحمل مع الأستروجين المركّب، أو إذا كانت في مرحلة انقطاع الطمث.

هل العمل مسؤول جزئياً عن المشكلة؟

نعم إذا كان يسبب ضغطاً مزمناً. وفق دراسة شملت نحو 200 ألف أوروبي، تبين أن الأشخاص الذين يواجهون الضغط النفسي دوماً يصبحون أكثر عرضة للخطر بنسبة 23%. ينشأ الضغط النفسي اليومي في بعض المواقف المهنية، لكنه قد ينجم أيضاً عن صراعات عائلية أو عنف منزلي أو مضايقة معنوية أو تهميش اجتماعي... تكون العواقب متشابهة في هذه الحالات.

هل الوقاية ممكنة؟

طبعاً! تبدأ الوقاية قبل كل شيء بالاسترخاء وممارسة النشاطات الجسدية المنتظمة. يجب تخصيص بعض الوقت للاستراحة خلال اليوم. أحياناً، يكفي إغلاق العينين لبضع دقائق لتخفيف الضغط. يبرز بعض التقنيات التنفسية البسيطة كتلك التي تقضي مثلاً بالتركيز على الشهيق والزفير حتى القيام بستة تمارين تنفسية في الدقيقة.

لكن على المدى الطويل، يبقى النشاط الجسدي أفضل مضاد للضغط النفسي. فهو يوسع الشرايين ويبطئ ضربات القلب. يجب ممارسة هذه التمارين بمعدل 30 دقيقة، ثلاث مرات في الأسبوع، فهي تسهم في تخفيض خطر احتشاء عضلة القلب بنسبة 30%. تشمل النشاطات المفيدة: ركوب الدراجة الهوائية، التمارين المائية، المشي... الأهم هو اختيار رياضة ممتعة!

التبغ... صديق مزيف!

تشتد الرغبة في إشعال سيجارة للتخلص من الضغط النفسي بعد اجتماع متوتر في نهاية اليوم. لكن يرتفع ضغط الشرايين بشكل طبيعي بين الساعة الخامسة والسادسة من بعد الظهر، علماً أن الارتفاع الأول يحدث بين الرابعة والخامسة فجراً. ينشّط التبغ تشنج الشرايين التاجية وتشكّل جلطات الدم، وقد يرتفع خطر الإصابة باحتشاء عضلة القلب. يؤكد الخبراء على حصول نوبة احتشاء عضلة القلب غداة اجتماعات العمل أكثر مما نظن.

back to top