محمد البلوشي... نجح في الغناء وتميّز بالتلحين (1/2)

نشر في 08-07-2014 | 00:02
آخر تحديث 08-07-2014 | 00:02
استفاد من دراسته الموسيقى وتعلّم من أستاذه أحمد باقر

المطرب والملحن محمد البلوشي أحد الأصوات الغنائية المتميزة التي برزت في الساحة الغنائية الكويتية في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي أثناء دراسته في المعهد العالي للفنون الموسيقية. يتمتع بقدرات في الغناء والعزف أثمرت أعمالاً غنائية وطنية وعاطفية من بينها: {كل شي معقول» و«يا نار شبي» و«رائع جمال الزين» و«يا لابس الوردي» و«أمان الله}... وأغنيات أخرى حققت له نجاحاً وشهرة على الساحة العربية عموماً والخليجية خصوصاً، وجاءت نتيجة تعاونه مع أبرز صناع الأغنية.
اسمه محمد ملا عباس البلوشي من مواليد 31 ديسمبر 1965، معيد بمعهد الدراسات الموسيقية، كان بطبيعته ميالاً للموسيقى، فتعلمها واهتم بها إلى أن وصل إلى مرحلة المشاركة، وأحيا نشاطات موسيقية في المدرسة ومراكز الشباب.

 في المرحلة الثانوية تعمّق في الفن والموسيقى ثم درس في المعهد العالي للفنون الموسيقية، واجتهد كثيراً إلى أن أصبح مطرباً داخل المعهد وخارجه، وشارك في الأنشطة الفنية الخارجية التي يقدمها المعهد.

 استفاد البلوشي من دراسته للموسيقى والموشحات وتعلم الكثير من أستاذه الفنان أحمد باقر في الأغاني الشعبية والتراث.

 محمد البلوشي أحد الفنانين القلائل الذين يعشقون الالتزام في المسيرة الغنائية ودرسوا الموسيقى أكاديمياً، إذ تخرج عام 1986، ساعده ذلك على أن يسير بخطى ثابتة في مسيرته الفنية الطويلة، قدم خلالها أعمالاً غنائية ناجحة.

  كانت له تجربة غنائية كويتية ثرية لفتت انتباه محبي الغناء الخليجي منذ بداياته، وتوقعوا له مستقبلاً واعداً، خصوصاً أنه برع في تقديم اللون الشعبي، وفعلاً تحقق  ذلك، وعلا نجمه ليصبح أحد أكثر المطربين الكويتيين تميّزاً في الثمانينيات، رغم أن طريقه لم تكن مفروشة بالورد، كما يعتقد البعض، بل تعب وكافح حتى وصل إلى وما وصل إليه.

البداية

بدايته كانت مع فرقة التلفزيون للفنون الشعبية التي انتسب إليها كعضو، فتعلم فنوناً شعبية أصيلة، وتعاون مع كبار الفنانين في الفرقة أمثال غنام الديكان ومرزوق المرزوق وبدر الجويهل.

واجه محمد البلوشي، في بدايته، مصاعب كثيرة منها العثور على كلمات الأغاني وألحانها لتسجيلها، إلى أن حصل على مساندة من الفنان البحريني يوسف الغانم الذي كتب له أغنية ولحنها (1983) يقول فيها:

لا تحاول.. لا.. لا

لا تحاول

لو تسوي المستحيل

ما يصير قلبي أسير

أنساك في يوم وليلة

 أما أول حفلة غنائية شارك فيها فكانت مع فرقة الدانة الكويتية (1983)، وغنى معها ست أغنيات عاطفية... واجهته مشكلات مادية ومعنوية في بداية احترافه الغناء كتخوف الملحنين، لا سيما المعروفين في الساحة الغنائية الذين يتهافت على ألحانهم نجوم الطرب آنذاك، كذلك شعراء الأغنية والمنتجين الذين يبحثون عن أصوات تضمن لهم أرباحهم من إنتاج الشريط، لم يستسلم البلوشي لهذا الواقع وراح يتحرك بإصرار وأصدر ألبومه {الوداع} الذي احتوى أغنيات عاطفية.

عام 1983 سجل من ألحانه مقدمة المسلسل التلفزيوني {علي بابا} وهي عبارة عن زهيرية كتبها الشاعر الغنائي ماجد سلطان.

عام 1984 قدم أغنيات قليلة أبرزها تلك التي غناها مع كورال المعهد العالي للفنون الموسيقية، من كلمات الشاعر الغنائي مبارك الحديبي، ألحان الفنان أنور عبدالله، وهو صوت شامي يقول في مطلعه :

قال مطربنا وغنا                يوصف أحوال المعنا

عودة يحكي بين أيدينا             يطرب ويشجينا رنا الانطلاقة

شكل 1985 الانطلاقة الفنية للبلوشي، وتمثل أول تعاون له مع الفنان راشد الخضر في أغنية {عاند} من كلمات الشاعر عبداللطيف البناي. آنذاك، كان يدرس الموسيقى وكان الخضر يدرّسه القانون، فأسمعه لحناً خاصاً به وشجعه على خوض تجربة الغناء، فحصل محمد البلوشي على مجموعة من الأغنيات بتعاونه مع الملحنين وشعراء الأغنية الشباب آنذاك من بينهم: الملحن عبدالعزيز حسن الذي لحن كلمات الأغنية الوطنية {لؤلؤة الخليج} من تأليف علي زكي، وشاركه الغناء مطربون شباب هم: عادل عبدالملك ونوال وفيصل يوسف.

في العام نفسه غنى المطرب محمد البلوشي {يا بدايتنا} من كلمات سامي العلي وألحان محمد الرويشد، {أتقرب} من كلمات عبدالإمام عبدالله وألحان سليمان الملا، وأغنية أخرى من تلحين سليمان الملا وكلمات الشاعر الغنائي مبارك الحديبي.

عام 1986 جدد محمد البلوشي تعاونه مع الملحن سليمان الملا في أغنية عاطفية تعتمد الإيقاع الشعبي من كلمات الشاعر الغنائي مبارك الحديبي.

عام 1987 غنى أغنيتين: الأولى من كلمات الشاعر الغنائي عبداللطيف البناي وألحان أنور عبدالله، والثانية {من هو الغلطان} مع فرقة الدانة من ألحانه وكلمات الشاعر الغنائي بدر بورسلي.

عام 1988 سجل أغنية من ألحان محمد الرويشد وكلمات الشاعر الغنائي أحمد الشرقاوي، ولحن أغنية {شالعجب} للمطرب نبيل شعيل من كلمات الشاعر الغنائي ساهر.

تنويع

نوع الفنان محمد البلوشي في الأعمال التي قدمها عام 1988، تمثل ذلك في النماذج المختلفة والأساليب المتفاوتة والمتباينة في تعامله، لا سيما على مستوى الكلمات التي لحنها وغناها لتلبية أذواق الجمهور، وحاجة المرحلة، في تلك الفترة، إلى أعمال غنائية عاطفية ووطنية.

ومن الأعمال التي قدمها: {ماكو إلا أنت} من كلمات الشاعر الغنائي مبارك الحديبي وألحان الفنان القدير غنام الديكان، {هوه يا هوه} من تأليف الشاعر ساهر والمذهب مأخوذ من أغنية تراثية من زنجبار سمعه من فرقة بحرية.

عام 1989 بعدما اجتاز محمد البلوشي سنوات من العطاءات، قدم خلالها أغنيات جميلة تعاون فيها مع ملحنين ومؤلفين، خصوصاً الشباب، تعاون مع الشاعر الغنائي بدر بورسلي والملحن المرحوم راشد الخضر في أغنيتين.

في السنة نفسها  لحن  البلوشي أغنية { شوق} للفنان سليمان الملا من كلمات الشاعر الغنائي أحمد الشرقاوي.  كذلك غنى محمد البلوشي {سيدي سيلمان}، من كلمات الشاعر البحريني المعروف علي الشرقاوي وألحان الفنان خالد الشيخ.

back to top