أشباهنا ونحن

نشر في 24-05-2014
آخر تحديث 24-05-2014 | 00:01
 د. نادية القناعي  يقولون إن أحد السابلة يملك ملامح تُشبه ملامح وجهك، وأنت قد تفنى من هذه الأرض وتجهل أشباهك في مشارب العالم قاطبة، فعلاً لا يُخلق من الشبه أربعون فقط إنما ألوف مؤلفة، ولا أدري لماذا يُرهق العلماء أنفسهم في عملية الاستنساخ وتطويرها، ونحن قد أصبحنا في هذا الزمن متشابهين، ليس في الشكل إنما في الطِباع.

 فدائما نتبع مقولة "إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب"، فأصبح البعض يتطلع إلى امتلاك مخالب ليخمش وينهش الآخر، وإذا سبرنا غور ما وراء هذا التحول الافتراضي نجد أنه تيمنٌ بالذئاب البشرية المنتشرة.

فالذئاب لا تمتلك العقول؛ لذا هي تعيش في ظل شريعة الغاب، والحمدلله أننا نملك الفطنة والإدراك، لكن لا نلبث أن نقتدي بهذا المبدأ الذي يطلق العنان لنا لاستبعاد كل سبل التفاهم وتبني فكرة الهجوم.

ومبدأ التسامح بدأ يندثر، ومقابلة الإساءة بالإحسان بدأت تغيب عن الأفق الإنساني، وكثُرت أشباهنا التي تتشبه بالذئاب، وهذا يجعل الشخص مجرد رقم بين مجموعة أرقام من البشر، فلا شيء مُميز.

فبدلاً من الانشغال بالتشفي والانتقام ثم الاحتراق بنار الحقد، الحقد الذي لا يحرق إلا صاحبه، لنصرف هذه الطاقة في عملٍ جليل يُذكر، وكلمات طيبة تُغرس في الذاكرة، وإنسانية نبذلها في سبيل المنكوبين فتُرفع بعدها دعوة لنا إلى السماء، فبهذا نصبح نحن أشباه أنفسنا، ولسنا نسخا مكررة، فما أجمل أن نرسم طبيعتنا بالفن الانطباعي فننقل صورتنا الحقيقية الإنسانية دون ميل إلى رسم ملامح ذئبية.

back to top