«وهل يكُبّ الناس...؟»

نشر في 30-11-2013
آخر تحديث 30-11-2013 | 00:01
 محمد الشملان   من المعروف منذ قديم الزمن أن صاحب الكلام الكثير- ولو بفائدة- يمل الناس منه وينفرون، وفي المُقابل: صاحب الكلمات الخفيفة القليلة يحترمه الناس ويُوقرونه، ويضعون لكلامه أشد اعتبار.

لا يهمّك كلام كثير الشكوى، كما لا يهم المرأة التي يصرخ زوجها دوماً: "سأتزوَّج عليك"، فكلاهما قد كثُر كلامه ولم يدل، وهو مزعجٌ لا يأبه به أغلب الناس.

لكن الذي ينبغي أن يهمك، ويستحوذ على اهتمامك، هو ذلك الشخص المُفوَّه بما قل ودل.

فليس الخطيب الناجح من يثرثر على المنبر بإطالة، بل من يُوجز ويؤثر.

كثيرٌ من الكلام يعني كثيراً من الخطأ، وقد ذكر بعض الحُكماء ما مفاده: من النادر أن تجد شخصاً يقل كلامه ويكون أحمق! وأقول: ولو كان الشخصُ أحمق فالناس يخافون منه إن قل كلامه.

كنتُ جالساً في الخيمةِ بالأمس القريب في هذا الطقس اللذيذ مع وليدٍ وفواز ولدي عمي، وقد أجادا في الحديثِ عن موضوع: "كف اللسان عن الكلام، والحرص على قول الخير"، ومما طرحاه أن كثرة الكلام مُضرٌ للرجل، وأن أقوى عضو في جسد الإنسان تأثيراً على حياته: اللسان!

ذلك الذي إن انطلق قد يجلب لك المتاعب... وقررا أنه ينبغي أن يحرص المرء على صونِهِ، مُستدلين بترهيب النبي "صلى الله عليه وسلم" لمعاذ: "وهل يكُبّ الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم؟".

back to top