«داعش» وزميلاته

نشر في 23-08-2014
آخر تحديث 23-08-2014 | 00:01
 د. نجوى الشافعي رحماك ربي من خوارج المسلمين في هذا الزمان تنظيم «داعش» وزميلاته من جبهة النصرة والقاعدة وبوكو حرام وأنصار الشريعة وأنصار بيت المقدس وغيرها من تلك الأسماء الرنانة التي تعيث في الأرض الفساد باسم الإسلام.

رحماك ربي من قوم يستحلون دماء المسلمين وأرواحهم، ويقطعون الرؤوس ويطلقون الرصاص على من ينطقون بشهادة أن «لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله» ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويصومون رمضان وتحوم أرواحهم حول بيتك المحرم، وقبل هذا وذاك يوحدون الله ولا يعبدون سواه.

رحماك ربي من تطاحن المسلمين واختلافهم واقتتالهم الذي هو قدرهم منذ عصر الخلفاء الراشدين، فلم يعرف المسلمون بعد علي بن أبي طالب والشيخين حاكما ينشر العدل وينصر الحق ويرعى الله في أموال المسلمين وأرواحهم سوى تلك الحقبة الخاطفة من الزمان أيام عمر بن عبدالعزيز.

رحماك ربي من مسلمين يفرحون بطائرات أجنبية تقذف صواريخها جماعات ترفع رايات كُتب عليها «لا إله إلا الله محمد رسول الله» فرحاً بتدمير تلك الجماعات الباغية وخوفا من زحفها عليهم وفتكها بهم.

رحماك ربي من عصر ارتبط فيه اسم الإسلام بالتخلف والإرهاب والغلظة، وقمع الحريات وظلام العقول وقسوة القلوب، وإهانة النساء وبيعهن في سوق النخاسة الذي اندثر من مئات السنين، في حين المرأة تتقلد أرفع المناصب وأعلى المراتب في بلاد العالم الحر.

رحماك ربي من الذين أهانوا دينك العظيم خاتم الرسالات السماوية، وما فيه من الرحمة للعالمين والعدل والمساواة ومكارم الأخلاق ورقة القلوب والتعاطف والرفق بالمخلوقات من إنسان وحيوان، والنور للعقول والكرامة لجميع العباد والهداية للبشر جميعا.

ألم يحن الوقت بعد لعلماء المسلمين في شرق الأرض وغربها أن تتوحد كلمتهم بشأن كثير من صغائر الأمور وكبائرها؛ كتعريف الجهاد ومتى يجب؟ ومن الذين يجوز قتالهم واستباحة دمائهم؟ وكيف يتم تكفير من ينطق بالشهادتين ويقيم شعائر الدين؟ وهل نشق الصدور لمعرفة ما تضمره القلوب؟ وجواب كثير من الأمور المستحدثة التي تشغل بال المسلمين، واضعين في الاعتبار المصلحة العليا للإسلام والمسلمين، ورفعة شأن هذا وذاك.

رحماك ربي من أيامنا هذه التي تبدو وكأنها آخر الزمان.

back to top