جويهل الظاهرة السياسية الكويتية الجديدة

نشر في 12-05-2012
آخر تحديث 12-05-2012 | 00:01
No Image Caption
 د. عبدالله محمد الوتيد إنه بحق ملك الإثارة السياسية والتشاحنات المجتمعية وحديث الدواوين الكويتية في وقتنا هذا. فمنذ ظهوره على الساحة السياسية، والمجتمع الكويتي في حال من الغليان يحركهم عندما يريد، ويتلاعب بهم كيفما يشاء. هو يحدد الزمان. هو يحدد المكان. هو يحدد من يريد الانقضاض عليه، وأي طائفة ستكون المستهدفة لسهامه ورماحه.

هو البادئ في كثير من الأحيان لزوبعة من الفوضى السياسية من خلال استخدام جملة من العبارات والمفاهيم البذيئة والسوقية والبعيدة عن أسس الذوق الإنساني والأخلاق البشرية المتبعة في المجالس العامة واللقاءات الرسمية. هو عنصر إثارة وشغب دائمين كلما تطلب الأمر ذلك، وترى بعد ذلك جموعاً من الساسة ونواب الأمة تُبّعاً له في ردود أفعالهم وانفعالاتهم التي أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها متشنجة وهيستيرية يجانبها العقل والحنكة السياسية وتحتوي في مضامينها في الأغلب على إساءات شخصية له ولأسرته. ضاع المنطق وضاعت البصيرة السياسية في التعامل مع جويهل الظاهرة السياسية، وأصبح البرلمان الآن ساحة للمناوشات والفوضى النيابية. انقلاب لفظي من السباب المتكرر والمتتابع، وإدارة للمجلس يمكن وصفها بأنها عاجزة وغير قادرة على استخدام أبسط أدواتها الانضباطية لكبح جماح المتطاولين.

حدث آخر متمثل في شخصية الجويهل من مسلسل الأحداث المتعاقبة في امتهان كرامة الشعب الكويتي، وامتهان مجلسه وعدم احترام برلمانه، الذي سعى إليه أهل الكويت عقوداً طويلة في إرسائه كدعامة حافظة لبقاء الكويت حكومة وشعباً وككيان سياسي اجتماعي في ظل أمواج من الصراعات الإقليمية والدولية. وما هو إلا حلقة من حلقات هدم هذا الصرح وذلك البناء. فهو واجهة ليس إلا، والواجهات للتخريب كثيرة تشترى وتباع وتستبدل إذا استدعت الحاجة.

إن كنا صادقين ومخلصين للعمل في المحافظة على هذا الصرح فلننظر إلى من وراء الجويهل، ولنتعرف عليهم ونسميهم بأسمائهم، وعلى الأسباب والدواعي التي تجعلهم مستمرين في غيّهم وطغيانهم ضد بلدنا الحبيب. هؤلاء من يجب مجابهتهم ومحاربتهم بكل الوسائل والسبل. فهل من متعظ؟ وهل من متعقلٍ محنك لا يساق إلى جحيمهم وجحيم أبالستهم وشياطينهم؟!

فربي وربكم لا أؤمن بنهجكم

نوايا إبليس لظاه المحرقة

وربي وربكم سئمت حديثكم

وعود كذابٍ وعود منمّقة

مباحثات.... مناقشات

محاورات...   مؤرّقة

مشاحنات... مطاحنات

معاهدات... مسبّقة

back to top