كلنا إخوان

نشر في 09-06-2012
آخر تحديث 09-06-2012 | 00:01
No Image Caption
 حسن عبدالله الخرس اختلف مفهوم المواطنة وقبول التنوع في مجتمعنا في السنوات الأخيرة على عكس ما كانت عليه الدولة عند التأسيس، فكان كل «فريج» عبارة عن كويت صغيرة؛ لم تفرقهم أصولهم أو مذاهبهم، أما الآن فالغالبية بدأت بالاختباء خلف أصلها وطائفتها ليحمي نفسه، وهذا ما جرّ الدولة إلى ما نحن فيه اليوم من تفرقة وصراع طائفي كريه. وأكثر كلمة يتم تداولها، وفي نظري هي أسوأ ما نسمعه اليوم؛ «شيعة وسنة... حضر وبدو كلنا إخوان»... ما أسخف هذا الشعار الذي لا أساس ولا صحة له! اليوم نعيش كوضع بيت «خالتي قماشة»، الكل مجبور على العيش فيه على أساس أنهم «إخوان» ويجاملون سيدة البيت في الظاهر، وهم في الحقيقة في قمة الاستياء. انحدر الحوار والتعامل بين أطراف المجتمع، وطغى النفاق في الخطابات بسبب هذه الفكرة... نقول «كلنا إخوان»، لكن في الانتخابات نرجع إلى الأصل والمذهب والقبيلة! «كلنا إخوان»... لكن كل طرف يقول عن الآخر «هذيل كلونا» و»لازم نطلع واحد من جماعتنا»، «كلنا إخوان»... لكن هذا ولدنا نوظفه قبل الغريب! الدولة تجمع مواطنين يا «إخوان» لا يمكن أن نسميهم بغير ذلك، فلكل فرد حقوق وواجبات تجاه وطنه... و»الفرعيات» خير دليل على سوء فهم المواطنة، فأحد خريجيها بعد أن ترجى أهل دائرته يقول لنائب «أنت مو عربي». هناك اتجاه بين بعض الناس للتصويت لمن يدافعون عن فئة معينة من المجتمع، ولمن تعهد بحماية «أهل الكويت»، وهو صاحب سوابق وصحف جنائية دسمة، إضافة إلى الذي أدخل علينا مصيبة جديدة، وهي «الكويت للكويتيين»، فلا أرى هناك فرقاً بين «الفرعيات» والطرح الطائفي ضد فئة بغرض الوصول إلى كرسي البرلمان الذي يمثل الأمة وليس فرداً أو قبيلة أو طائفة. من لا يرغب في تنوع المجتمع أو غير قادر على التعايش معه، فليرحم الوطن من هذا المرض ويعيش مع معتقداته ويتركنا نعيش كمواطنين بعيداً عن فكرة «الإخوان».
back to top