عمر وسلمى الثالث... أو الثاني مكرر!

نشر في 20-01-2012
آخر تحديث 20-01-2012 | 00:01
 محمد بدر الدين يصر صناع فيلم «عمر وسلمى» أن يستثمروا نجاحه التجاري إلى أبعد حد ممكن، فقد بدأ عرض الجزء الثالث من الفيلم، إخراج محمد سامي وسيناريو أحمد عبد الفتاح، ولا نستبعد إذا لقي الفيلم إقبالاً، أن يتجهوا إلى إنتاج جزء رابع!

الغريب، كما يتضح من مشاهدة الفيلم الجديد، أنهم قاموا بإنتاجه رغم أنه لم يكن لديهم أي جديد أو إضافة، يمكن أن يدور حولها جزء ثالث! لذلك فإن هذا الجزء ما هو إلا تكرار للجزء الثاني، وباختصار يمكن القول إنه «الثاني مكرر!».

إذا كان الجزء الأول دار حول قصة الحب التي نشأت بين الشاب عمر (تامر حسني)، والفتاة سلمى (مي عز الدين) وتوجت بنهاية سعيدة وهي الزواج، فإن الجزء الثاني دار حول ملل الأزواج من الحياة الزوجية، ومشكلات وخناقات كل يوم بين الزوجين غير المتفاهمين، بعد أن ولت لحظات الرومنسية الجميلة الأولى، في مرحلة ما قبل الزواج وتأسيس بيت وأسرة!

لكن أصحاب الفيلم لم يجدوا، لإنتاج جزء ثالث سوى تكرار لمشكلات وخناقات مماثلة، وصولاً في كلا الجزئين إلى لحظة ذروة لا يكاد يطيق فيها أحدهما الآخر، فينفصلا، وفي الجزء الثالث يكون ذلك عن طريق «الخلع» الذي تطلبه وتصر عليه الزوجة.

في الجزئين تكون ضحية عدم التفاهم بين الزوجين إلى حد الطلاق أو الخلع طفلتان ظريفتان، يحاول صناع الفيلم استثمارهما أيضاً إلى أكبر مدى لجذب الأسر والأطفال إلى المشاهدة،  بجانب جمهور تامر  حسني كمطرب.

الطفلتان فضلاً عن الحنين إلى العشرة بل والحب القديم الكامن، ذلك كله، يدفع «عمر» و{سلمى» إلى التدارك والعودة  إلى عش الزوجية، وبمعاونة والد عمر (عزت أبو عوف) وصديقة لسلمى وفتاة في الجزء الثالث (تؤديها اللبنانية لاميتا) تؤدي دوراً متفقاً عليه مع الوالد، لإثارة غيرة سلمى، بهدف الصلح بين الزوجين في النهاية.

حينما نقول صناع أو أصحاب الفيلم فإننا نعني بالدرجة  الأولى منتجه محمد السبكي وبطله تامر حسني، أحد نجوم الغناء والسينما المعاصرين. وعائلة «السبكية» عموماً هي أشهر اسم في إنتاج الأفلام التجارية الاستهلاكية في السينما المصرية حالياً، وقد صارت لديها خبرة  نسبياً في جذب فئات من الجمهور، سواء بتقديم «توليفة» و»توابل» معينة تدور حولها دراما الفيلم، أم بتقديم  أبطال لديهم قطاع من جمهور الشباب منجذب إليهم مثل تامر حسني، ولا ينسى محمد السبكي أن يظهر ممثلاً في أحد مشاهد الجزء الثالث، كما يحلو له أن يفعل في كثير  من أفلامه «بفلوسه»!

أما حسني فهو أحد المطربين القلائل اليوم الذين يحرصون على تقديم أفلام سينمائية، مثلما كانت تفعل الأجيال السابقة من المطربين، لكنه لا يحرص مثلهم على تقديم أغان جديدة مهمة خلال أحداث الفيلم، ويتضح ذلك تماماً في الفيلم الجديد!

لكن التحدي الأهم الذي يواجهه المغني الشاب في الآونة الحالية هو محاولة استعادته الثقة بالنفس، واستعادته العلاقة بقطاع من الشباب كان معجباً به، ثم صدم فيه لتصريحاته المستفزة  ضد ثورة الشباب والشعب في يناير 2011، أثناء اشتعالها، ومن المعروف أن بعضهم طرده من ميدان التحرير، ومن يومها يحاول أن يكفر عن خطيئته ويلتمس لنفسه الأعذار، فيعرض في رمضان الماضي مسلسلاً عن شاب ثوري يواجه القمع والاستبداد، وها هو يحاول أن يرضيهم اليوم بالعودة إلى «تيمة قديمة» يتمنى أن تكون لا تزال مقبولة... بل أن يكون هو نفسه لا يزال مقبولاً ومحتملاً!

back to top