حتى وحدتنا صارت حلما

نشر في 23-07-2011
آخر تحديث 23-07-2011 | 00:01
No Image Caption
 عادل عبدالله القناعي    كم كنا متفائلين بما يحدث في عالمنا العربي من ثورات وبراكين ضد الظلم والاستبداد والتعذيب الناتج عن الحكومات الظالمة، وكم كنا سعداء بما نرى ونشاهد من انتهاء لتلك العصور التي حكم فيها الحكام العرب بقوة السلاح وقسوة السوط، وكم كنا مدركين أنه سيأتي يوم جديد نعيش فيه بكرامة محفوظة وعزة نفس شامخة وحقوق مكفولة.

 وكم كنا نتصور أنه سيبزغ فينا جيل جديد سينعم بالحريات والإصلاحات التي ستهبه له الحكومات الجديدة، وكم كنا نحلم أنه سيأتي يوم نعيش فيه بأمان ومن غير ملاحقة من زوار الليل التعساء، وكم كنا مقتنعين برجوع وحدتنا العربية والتئامها من جديد بعد أن ضاعت وتفرقت واستولى عليها الغرب العفن، وذلك بعد أن نهب خيراتنا وشتت شبابنا وغرب أجيالنا وعذب أبناءنا.

فحال وحدتنا العربية اليوم مؤسفة، إذ نراها تهالكت وأصبحت من الماضي الحزين، وأصبحنا متفرقين مشتتين بما فيه الكفاية، وأخذنا نسب ونشتم بعضنا بالعلن وعلى المكشوف، وأخذ تخاذلنا يزيد يوما بعد يوم، وننسى قضايانا المهمة، فضاعت عقولنا ونسينا أخلاقنا التي علمناها إياها رسولنا الكريم، وزادت صراعاتنا الداخلية وأخذنا ننبش خلافاتنا الدنيوية حتى تهالكنا وفقدنا قوتنا.

 فها نحن الآن نعيش بألم وحسرة وضياع لأجيالنا الحالية والقادمة، فلا أحد يلتفت إلينا، وأصبحنا نخلق الفوضى والدمار لشعوبنا، وأصبحنا ننتهج مبدأ فرق تسد ونبث الخوف والهلع في شبابنا، وأصبحنا نعذب ونحاسب ونحاكم من غير قانون ولا دستور يستوقفنا.

 فنحن إذن أساس كل المصائب، إذ يقول الشاعر:

 «نعيب زماننا والعيب فينا... وما لزماننا عيب سوانا

 ونهجو ذا الزمان بغير ذنب... ولو نطق الزمان لنا هجانا».

فكفانا تفرقا وضياعا، وكفانا تشتيتا لوحدتنا العربية، فنحن كنا ومازلنا نؤمن بقدرة الله علينا، ولنرجع إلى وحدتنا وإيماننا وإسلامنا وتكاتفنا الذي يحقق العدل فينا ويجمع جميع المسلمين والأديان الأخرى في قلب واحد يملؤه الاحترام وتبادل الآراء والنقاش البناء.

لذا لم تعد وحدتنا العربية مطلبا بل هي هدف وحاجة يسعى إليها كل

back to top