نار الحكومة ولا جنتكم

نشر في 02-07-2011
آخر تحديث 02-07-2011 | 00:01
No Image Caption
 فراس خورشيد يبدو أن هناك من نذر نفسه للسير بالكويت إلى الاضطراب وإفقادها استقرارها وأمنها، فتوالي أحداث الفتن والشد والجذب، ليس أمراً من الأمور التي تصدر عن عقلاء البلد الذين يريدون له الخير والرقي، ولا حتى من أغلب عامتها الذين يفضلون بقاء الحال على ما هي عليه؛ للحفاظ على الاستقرار الموجود، وخوفاً من المجهول الذي يحتمل أن يكون سلبياً.

فبين الخوف من المجهول والتفاؤل بمستقبل أكثر إشراقاً، لا يوجد محب للكويت يريد لها السوء، وما وصلنا إليه من انحراف سلوكي على أكثر من صعيد منها السياسي والطائفي، إضافة إلى تدني لغة الحوار، وصدور مشحونة على الأوهام، كلها تنم عن وجود أصابع خفية تريد هذا الوضع الواهن، لتمارس السيادة على المتفرقين المتنافرين.

وليس أكيدا انفراد جهة واحدة وراء سوء حال الكويت، وهل هي داخلية أم خارجية، أم هي جهات متعددة من أكثر من اتجاه ولأكثر من هدف، ولكن الأكيد أن هناك من يستفيد من هذا التشرذم الذي نعيشه، ونحن والوطن وقود مصلحته.

فأحادية التوجه التي تظهر كممارسات أحياناً للحكومة وأخرى لبعض الكتل النيابية، يراد منها على الظاهر إدخال كل أطياف المجتمع الكويتي في تغذية الصراعات القائمة، الصراعات التي رأيناها تنطوي على المتناقضين، حيث اجتمع من ينادي بالليبرالية وتحرر المجتمع من أغلب القيود القانونية على السلوكيات والأفكار، مع من يريد قتل الدستور وإقامة دار للحسبة ومحاكم التفتيش العقائدية، والمضحك أن الجميع ينادي بالدستور ولكن كل إلى هدفه بين إحيائه أو قتله، والمستفيد مستتر.

ولكن المخجل أن نرى بعض المتلبسين باسم الإسلام، يكذبون ويتلاعبون على الحبال، ويحملون المبادئ بزئبقية، فيوماً يبكون على الحريات حيث تسلب منهم أو لا ينالون ما يردون منها، وآخر ينددون بالحريات حيث تعطى لغيرهم، ومن المؤلم أن نتكلم عن عطاء ومنح للحريات في دولة دستورية.

هذا التناقض في المبادئ والمواقف، والكذب والخداع اللا أخلاقي، يُظهر معارضتنا المستجدة، بلا أفكار ولا مشروع، فهم فقط معاول للهدم، ولا نرى وراءهم أملاً لدولة مدنية ولا لحريات ولا لديمقراطية ولا لبناء، فكل ما نره خواء إلى خراب، وما نسمعه لا يتجاوز الخوار، وإن ظهرت بعض العصافير التي تغرد خارج السرب فهي بالنسبة إليهم زيادة عدد.

وأود أن أتذكر وأذكر، أن ما نعيشه اليوم من بحبوحة في الحريات، إنما هو جهد معارضة قديمة أصيلة، تحملت الآلام لنصل إلى هذا الوضع، وللأسف اضطرت للهروب إلى أحضان الحكومة ونارها، لترحم الكويت من معارضة بلا مبادئ ولا أهداف إلا السقوط والإسقاط والرحيل والإسفاف في القول والفعل.

back to top