أنتم... ومن يعز عليكم!

نشر في 14-05-2011
آخر تحديث 14-05-2011 | 00:00
 حمد بدر الزمامي صحوت على خبر تأييد «مجلس التعاون» انضمام المغرب والأردن إلى صفوفه، حالي كحال الجميع، ولا أخفيكم أني في البداية حسبتها نكتة إلى أن تم تأكيد الخبر لي.

انضمام دول مثل الأردن والمغرب إلى دول «مجلس التعاون الخليجي»، خبر يجب أن نتوقف عنده وندرسه، من ناحية إحياء القومية العربية التي شبعت موتاً، فهو شيء يشبه الإنعاش المؤقت، أما من ناحية تحالف قادة دول مجلس التعاون الخليجي مع ملكيات أخرى فهو دليل على وجود حاجة لدول الخليج إلى أمانٍ أكثر واستقرار أكبر بعد أن هزت العالم العربي تلك الاحتجاجات التي تطالب بالحرية والديمقراطية. هذا الشيء يؤكد وجود خلل في النظام الديمقراطي في دول الخليج العربي بشكل عام، وأن هناك شيئاً تخشاه ربما يكون تخلي حلفائها عنها، وأعتقد أن تأمين القدرة على التعامل مع الأوضاع الراهنة والممكنة التي يحملها المستقبل هو الشيء الضروري الذي دفع قادة دول الخليج إلى مثل هذه القرارات، وعلى عجل. معنى أن ينضم كل من الأردن والمغرب إلى «مجلس التعاون الخليجي»، هو أن يشاركا في صنع القرار وتأكيد وجودهما وثقلهما البترولي أو البشري، لكن كل ما أخشاه هو تسارع في توسيع مدى هذا المجلس، كما كانت حال الاتحاد الأوروبي خلال فترة الأزمة الاقتصادية الماضية.  لذلك أعتقد أن التريث والتناغم مطلوبان قبل أي خطوة مماثلة لذلك، وبالمناسبة، أحب أن أسأل عمّا إذا كانت مساحات التعاون الحالية بين دول الخليج مستهلكة وممتلئة عن بكرة أبيها أم لا؟ لا أعتقد، الواضح أن دولنا الخليجية يجب أن تتعاون أكثر فأكثر قبل أن تنضم إلى مجلسها دول أخرى. سؤال آخر، شخصياً لا أدري إن كان ما يستخدمه إخواننا المغاربة لغة أم لهجة، لكن الذي أعرفه أن كثيرين من دول الخليج لا يفهمون ما يقولونه، وأنا منهم، واللهجة الأردنية على حد سواء «غلجة» إلى حد بعيد.

 وسؤالي هو، وبحسب ما تعلمناه بأن ما يربط دول الخليج العادات والتقاليد والعرق والدم والمصير المشترك والمناخ وغيرها من الأمور: هل سيتقبل المجتمع الخليجي حالياً انضمام الأردن والمغرب إليه؟ وإذا حصل وانضمت كل من هاتين الدولتين فهل سيعتدل مناخ الدول الخليجية، نظراً لأن مناخ الدولتين على الأقل «أبرد»؟ عملية التغيير دائما ما تصحبها ممانعة المجتمع، لذلك لن أستغرب إن جاءني أميركي ساخراً من تغيير اسم المجلس إلى «مجلس التعاون الخليجي ومن يعز عليه».

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

back to top