مكرمة أميرية ومبادرة عربية!

نشر في 26-01-2011
آخر تحديث 26-01-2011 | 00:00
 عبدالله المسفر منذ أن تم الإعلان عن مكرمة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد والناس ليس لديها حديث إلا المكرمة السخية... (ألف دينار وتموين طوال عام كامل)... «سكر وعيش ودجاج ودهن وحتى حليب أطفال». الكل منتظر المال والمؤن، والكل يتشاور ويتحاور، ماذا سنفعل بالألف؟

طبعا هنا لابد أن نسطر كل التقدير والمحبة والإجلال لسمو الأمير، فهو الوالد الحنون على شعبه والكريم في عطائه، والذي نسأل الله عز وجل أن يمد في عمره، وأن يحفظه من كل مكروه، فالشيخ صباح الأحمد رجل يسبق عصره، ويقرأ المستقبل ويستشرفه بكل تمعن، وبفكر راق، فيستطيع أن يرسم السياسات ويضع الخطط التي بعون الله تحفظنا وتحفظ كويتنا الحبيبة.

ولولا حكمة سمو أمير البلاد وحنكته وخبرته لكنا في خبر كان منذ زمن، فعلى الرغم من كل ما يقوم به المفسدون والمتخاذلون والمضللون الذين يضربون الوحدة الوطنية فإننا نعبر إلى بر الأمان رغما عن كل هذه المشكلات والحراكات والعراكات والصراعات بين التيارات والكتل السياسية، وذلك بفضل النوخذة الذي يقود البوم بكل اقتدار وحكمة.

وما يؤكد قولي أن سمو أمير البلاد يستشرف المستقبل، أنه تنبأ بما يحدث وسيحدث في الدول العربية المظلوم أهلها، ولأنه مهموم ليس بقضايا أهل الكويت فقط إنما بقضايا الشعوب العربية والإسلامية، فدعا إلى القمة الاقتصادية العربية والتنموية والاجتماعية، والغريب أن سموه تقدم بمبادرة دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة للتخفيف عن المواطن العربي، ولمحاولة مد يد العون للعاطلين والفقراء وبرأس مال مليار دولار.

ومع الأسف لم يتم العمل بموجب هذه المبادرة بشكل عملي حتى الآن، حيث إن الخطوات ضعيفة وبطيئة، ولو أن المبادرة كانت تسير بوتيرة سريعة لما كان حدث ما حدث لمحمد بوعزيزي التونسي الذي أحرق نفسه بعدما حرقته البطالة، ولما حدث ما حدث في تونس وربما سيحدث في دول أخرى.

مع الأسف حتى اليوم، وبرغم كل ما يقال من ثناء على مبادرة سمو أمير البلاد الخاصة بصندوق دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الوطن العربي فإنني أجد أن هذه المبادرة لم تأخذ حقها بعد، ولابد من العمل بموجبها في أسرع وقت؛ ليس من أجل شعب الكويت الذي ينعم بالمكرمات الأميرية إنما من أجل تلك الشعوب التي مع الأسف استبد فيها الحكام الظالمون، ولم يعد المواطن لديهم يجد غير أن يحرق نفسه ليعبر عن غضبه وفقره وبطالته.

ولا شك أن نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد الصباح كان تصريحه الأخير قبيل انعقاد القمة الاقتصادية له معانيه ودلالاته؛ عندما قال إن العالم العربي يشهد حراكا سياسيا غير مسبوق، وإن هناك دولا تتفكك وشعوبا تنتفض وحقوقا تضيع، ويقف المواطن ويتساءل بحسرة: هل بإمكان النظام العربي القائم أن يتصدى بكفاءة وفاعلية لهذه الأحداث؟ وهل بإمكان هذا النظام أن يحاكي المعاناة الإنسانية للمواطن العربي في معيشته ورزقه وصحته وتعليمه ومستقبله؟

وأوضح الشيخ محمد الصباح أن هذه هي القاعدة الفلسفية التي انطلقت منها فكرة إنشاء القمم الاقتصادية لمحاكاة هذه المعاناة، ووضع الخطط لمحاربة الفقر والجوع والجهل وتوفير رحاب أفضل للعمل العربي المشترك.

أخيرا نحمد الله على النعمة والخير اللذين نعيش فيهما، ونشكر الله على أن منحنا هذا الحاكم الحنون على شعبه والحريص على مصلحته، ونأمل من المولى عز وجل أن ينعم على الشعوب العربية بحكام عادلين منصفين، وأخيرا نقول للقراء الأعزاء: مبروك عليكم الألف والتموين... ونهنئ سمو الأمير بالذكرى الخامسة على توليه مقاليد الحكم في البلاد.

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

back to top