نحن نعرف كل شيء

نشر في 20-08-2010
آخر تحديث 20-08-2010 | 00:01
 أحمد مطر - زيدان محمد خلف... أنت رجل ناضج، وتعرف التمييز بين ما ينفعك وما يضرك. وعليه فلا تضطرنا إلى استعمال العنف معك، نحن نعرف كل شيء، وليس بوسعك المراوغة. اعترف ووفر وقتنا وحياتك.

- أنا مندهش!

- ماذا يدهشك يا زيدان؟

- يدهشني{ يا زيدان} فأنا فيصل عبدالجليل الحامد!

- نحن لا يدهشنا هذا. كثيرون غيرك بدلوا أسماءهم، لكنهم لم يجنوا أي فائدة من ذلك، أما أنت فليس بإمكانك أن تنكر شيئاً. لقد كنت متلبساً.

- نعم كنت متلبساً، أما الآن فها أنا كما ترى.. لم يبق من آثار تلبسي إلا ما يستر العورة.

- اسمع يا زيدان، غيرك كان أشطر لكنه خرج من هنا مشطوراً، قل لنا بلا مراوغة، لماذا صرفت زوجتك إلى بيت أهلها في الليلة السابقة على العملية؟

- زوجتي؟ أنا صرفت زوجتي؟!

- والأطفال.

- أي أطفال؟ إنني لم أنجب مطلقاً، أنا عازب يا سادة.

- اسمع، سواء لدينا أأنكرت زوجتك وأطفالك أم لم تنكرهم هذا لا يهمنا، نحن نعرف كل شيء لكننا، فقط، نعطيك فرصة لكي تعترف، فلعل ذلك سيخفف عنك، اسمع يا زيدان بعد أن صرفت زوجتك وأطفالك، أجريت مكالمة هاتفية مع المدعو {طالب السمهري} المشهور بـ{الدكتور} واتفقت معه على موعد الإجراء... نريد أن نعرف مَن طالب هذا؟ وما دوره في العملية؟ ولماذا لم تفتح الباب في تلك الليلة، حين قرع جارك الجرس؟

- أي عملية؟ وأي ليلة؟

- أما الليلة فهي ليلة الحادي عشر من فبراير، وأما العملية فنحن مَن يطلب منك تفاصيلها.

- لم أسمع دقة جرس الباب في تلك الليلة، فالجرس معطل.

- لعل جارك قرع الباب بيده.

- لا يمكن.

- لا تقل إن يد جارك معطلة أيضاً!

- كلا... لكن البيت الذي على يساري غير مأهول، وجاري الذي على اليمين مسافر منذ شهر ولا يمكن أن يمد يده من تركيا ليقرع بابي.

- العب على راحتك، أنت في قبضتنا، العب حتى تتعب... في النهاية سوف ترى أن الحكمة تقضي بألا تنكر تفاهات مثل الزوجة والأطفال والجرس والجار. حدثنا عن طالب.

- أي طالب؟

- الذي كلمته بالهاتف.

- أي هاتف؟

- الذي كلمت به طالب.

- هذه مشكلة أخشى أن أتكلم فتظن أنني ألعب.

- كلا لا تخش شيئاً... تكلم.

- لا أعرف أحداً اسمه طالب، وليس في بيتي هاتف.

- ها أنت تعاود اللعب معنا.

- هذا ما توقعت أن تقوله، ماذا أفعل؟ اسألوا دائرة الهاتف.

- نحن لا نسأل أحداً. افهم هذا يا كلب. نحن نعرف كل شيء. وكل ما في الأمر أننا نمنحك فرصة للاعتراف، لكن يبدو أنك لا تستحقها. المهم... في تلك الليلة شوهدت سيارتك أمام المنزل، لكنك لم تكن موجودا. بماذا تفسر ذلك؟

- يصعب علي التفسير، فقد كنت موجوداً في المنزل تلك الليلة، لكن سيارتي لم تكن موجودة فأنا لا أملك سيارة. اسألوا إدارة المرور.

- قلنا لك إننا لا نحتاج إلى أن نسأل أحداً. نحن نعرف كل شيء. لا تضطرنا إلى استخدام العنف.

(ترررررررررررن)

ألو... مساء الخير. غارق حتى رأسي كان الله في عونك، كلا، لا أستطيع هذه الليلة، أمامي عشرة رؤوس، غير زيدان محمد خلف. ماذا؟ اصرف النظر عن قضية زيدان؟ لم يعد ضرورياً إرساله الينا؟ لكن... ماذا؟ اعترف بكل شيء؟ اتفق مع الدكتور طالب السمهري على إجراء عملية جراحية لاستئصال الزائدة الدودية؟ وقبضتم على الدكتور؟ طبعاً.. لابد أن تكون (كلمة سر).. طبعاً، ماذا يمكن أن تعني سوى (استئصال القيادة)؟ أوقفتم إجراءات التعذيب؟ لماذا يا عزيزي؟ استأصلتم جميع زوائدها الدودية؟ حسنا فعلتم. نعم. افهم ذلك مع السلامة.

- والآن يا سيدي... هل اتضحت لك الحقيقة؟

- يا لها من حكاية عجيبة!

- ها أنت ترى أنني بريء من هذه التهمة؟

- طبعاً، طبعاً. تعال وقِّع على هذه الورقة. عظيم. الآن يا فيصل عبدالجليل الحامد، أصغِ إلي جيداً... أنت رجل ناضج، وتعرف ما يضرك وما ينفعك، وعليه فإنني أرجو ألا تضطرنا إلى استعمال العنف معك، نحن نعرف كل شيء لكننا نريد إعطاءك فرصة للاعتراف قل لي يا فيصل.. لماذا انتحلت شخصية زيدان محمد خلف؟

* شاعر عراقي

back to top