بلاغة شف الفتوى... أرقام الهارون... رقابة الفضاء


نشر في 27-05-2010
آخر تحديث 27-05-2010 | 00:01
 حسين العتيبي فتوى رضاعة الكبير واحدة من سلسلة من الفتاوى التي إن دلّت على شيء فإنما تدلُّ على درجة التخلف التي نعيشها، إذ هبطت أولوياتنا إلى الحضيض، وبينما ينشغل العالم بتطوير الجينات ودراسة الفضاء، مازال فينا من يصر على إبقائنا رهائن في عالم التخلف... ويتسابق مشايخ الإفتاء إلى تأييد هذه الفتوى ومباركتها، ويعدلها صاحبها ليستثني الخدم والسائقين (فهم ليسوا بشراً وإن كانوا مسلمين!)، وتستمر مسرحية إلهاء الناس عن أولوياتهم إلى ما لا نهاية.

لكن، حسبُنا الله على حنفية النفط التي جعلت البعض يعيش آمناً لا تشغله لقمة العيش ومتخماً بالشبع، ليتفرغ لإشغال الناس في ما لا فائدة منه غير تغييب عقولهم إن لم نقُل تدميرها.

* أرقام الهارون

أتمنى أن يكلِّف الأخ المحترم أحمد الهارون وزير التجارة والصناعة جهة محايدة من خارج الوزارة، بمراجعة الجداول التي عرضها في جلسة الثلاثاء لأسعار السلع الأساسية المقارنة بمثيلاتها في بعض دول مجلس التعاون، فالناس يتحدثون عن أخطاء كبيرة في تلك الأرقام، خاصة في ما يتعلق باللحوم والدجاج، وحبّذا أيضاً لو طلب الأخ وزير الصحة كشفاً مقارناً بأسعار الأدوية، خاصة الأساسية منها، مثل أدوية الضغط والسكري وسيلان الدم والمضادات الحيوية، وتقديم هذه المقارنات إلى تجار الأدوية ليفسروا له سبب الاختلاف الكبير في الأسعار... فمن واقع تجربة شخصية مع أدوية الضغط وتجارب أصدقاء مع أدوية السكري، لا نبالغ إذا قلنا إن الفوارق تتجاوز أحياناً الستين في المئة وأكثر.

نحن على يقين وثقة تامة بأن الأخ وزير الصحة حريص كل الحرص على ألّا تكون الأسعار في الكويت حالة شاذة ولا تخضع للسيطرة، ولا يبرر احتكار بعض المنتجات المبالغة في أسعارها.

* مراقبة الفضاء

درجت العادة أن يتفنَّن رجال التهريب والعصابات في ابتكار طرق وأساليب يستطيعون من خلالها تضليل رجال الجمارك والأمن، مما دفع هذه الجهات إلى تطوير أساليب البحث والتفتيش، واستحداث تكنولوجيا متطورة لمواجهة المهربين، واستمرت المنافسة بين الاثنين إلى حد لم تنتهِ عنده بعد... تذكرنا هذه الحالة بالمحاولات التي يريد البعض من خلالها التحكم في مراقبة الشبكة الفضائية، سواء الإنترنت أو الاتصالات، وآخرها محاولات رقابة «البلاك بيري»، وهو شكل من أشكال التضييق على الحريات الشخصية ومحاولة تقويضها، وفي الوقت الذي يتطور فيه العالم ويتحول إلى قرية صغيرة أهلها لا يفصل بعضَهم عن بعضٍ شيءٌ، هناك من يريد أن يطوّع التكنولوجيا لخدمة الرقابة والتنصت على حساب حق الإنسان في حريته الشخصية.

إننا نعيش مرحلة وأد الحريات بكل أشكالها وألوانها، وأد يشارك فيه مشرعون ومتنفِّذون وأصحاب رأي بكل أسف، وأملنا في أن تتفوق تكنولوجيا «البلاك بيري» على طموحات الذين يريدون السيطرة عليه.

back to top