العجمان... هذا من هذا!


نشر في 03-07-2009
آخر تحديث 03-07-2009 | 12:00
 نايف الأزيمع قبل أيام قليلة اتصل بي صديق عزيز له في نفسي مكانة خاصة، فهو الأخ الأكبر والمعلم الدائم... وبطريقته الكويتية «العتيجة» بادرني، «شفيك على المطران هاالأيام»؟ وأتبعها بضحكته الحلوة المميزه ذات النكهة الخاصة... كان المعلم يعلق على سداسية كتبتها في الطليعة عن أحلام سلوى المطيرية. 

اليوم، فوجئت بمقالة الوشيحي، هذا الذي يغزل الكلمات بلغة عربية أنيقة، مطعَّمة بكل ألوان وألحان لغتنا العربية المحكية، من أوراس إلى ردفان، ومن شنقيط إلى دلمون، مروراً بكل العواصم والمدن والقرى والنجوع، وعبر فضاءات الصحاري والبوادي والواحات والربوع، على امتداد خارطتنا العربية. 

هذا العسكري الطلة والقامة، سلاحه القلم، وميدانه الكتابة، هذا الكاتب المنضبط بعسكرية الانتماء، يطلق صواريخه في كل اتجاه، ومن كل موقع، فيجرح ويدمي، لكنه لا يقتل! وعند الحاجة هو لا شك يملك رصاصة الرحمة! 

هذا العجمي «بفتح العين وتسكين الجيم» المتدثر برداء البدو، والمتشح ببشت الحضر. الحامل لسيف القبيلة، واللابس لدرع المدينة. 

هذا الذي يكتب كما يتكلم... تقرأه وكأنك تسمعه، بل، وكأنك تشاهده... مسرحي، إذاعي، تلفزيوني، «جورنالجي»- وبإمتياز- كما لم تشهد الكويت من قبل! 

الوشيحي، بإطرائه لقبيلة مطير، وإشادته بالمطران، فأجأني بقصيدة حبه وإعجابه وتقديره لحمر النواظر وتميزهم! 

لو قلبنا قطعة «المئة فلس» لنرى وجهها الآخر، فما عسانا نرى؟! 

قبيلة العجمان قبيلة عربية أصيلة مشهود لها بالفروسية، والكرم، والوطنية. 

فمن راكان ابن حثلين، إلى سعد طامي، وحسن فلاح، وغيرهم من رموز العمل الوطني والديمقراطي والنقابي في الكويت... دع عنك كل أسماء ومسميات التخلف الرجعي المتأسلم، وهم ما شاء الله، منتشرون بين، ولدى، الجميع. 

صدقني، «طالبانية» بعض المطران، منتهى الليبرالية عند بعض العجمان! 

وعندنا وعندكم خير يا الحبيب! 

أنا مثلك لا أعرف شخصياً فهد راشد المطيري، لكني أشاطرك الإعجاب والتقدير لهذا الواعد الجميل. أقرأ له، وأتابعه، ويزيد إعجابي به كل يوم. 

وأنا أيضاً، لا أعرف شخصياً محمد الوشيحي، لكني أقرأ له كثيراً، وأشاهده قليلاً. ويشاركني الكثيرون الإعجاب به، والتقدير له، والإشادة بتميزه... وعيني عليكما باردة... «ما تصير (عليكما) مهي راهمة؟! 

يا محمد الوشيحي، إذا هي بالشعر، أكيد تذكر وتعرف ما قاله راكان ابن حثلين:- 

ما قل دل وزبدة الهرج نيشان 

والهرج يكفي صامله عن كثيره 

ولنردد جميعاً ما قاله، وكأنه يقرأ من سفر الواقع: 

ما كل رجال يبدل برجال 

يا ليت في بدل الرجاجيل حيله 

ولنؤكد معه قوله الحكيم:- 

«مَن ضيَّع المفتاح وا عزتي له...» 

وا عزتي لنا جميعاّ!

back to top