دروس من القبائل

نشر في 02-12-2008
آخر تحديث 02-12-2008 | 00:00
من خلال قراءتنا لتاريخ القبائل نرى أنه من المؤكد أن تأجيل حسم «الشيخة» يطيل أمد المنافسة والصراع بين الورثة، ويقلّص فرص الاستقرار، ويملأ الجو بكثير من الترقب والإحباط بانتظار حسم الزمن!!
 سعود راشد العنزي الصراع والتنافس على الحكم من السمات الملازمة لتاريخ القبيلة وأسلوب توارث «الشيخة» فيها، بل إن هذا التاريخ يمكن أن تلخّصه حالات الصراع على الحكم والسلطة في إطار القبيلة، والصراع من أجل البقاء مع القبائل الأخرى في الصحراء، وقد أخذ الصراع داخل القبيلة أشكالاً عدة وصل بعضها إلى درجة كبيرة من العنف بين أقرب الناس.

هذا الصراع يزداد وضوحاً وحدّةً كلما تفرعت أسرة الحكم في القبيلة، وكلما تزايد عدد الطامحين ممن يحق لهم المنافسة، وبمراجعة تاريخ القبائل نجد أن بعض شيوخ القبائل انتبه إلى خطورة ذلك الصراع، فحُسِم بشكل متعارف عليه آنذاك؛ بأن تنتقل «الشيخة» إلى الابن الأكبر للشيخ فيرثه عن أبيه أو الأخ الذي يليه سناً في حال لم يكن الابن مؤهلاً، وهكذا، أما في حالات أخرى فقد تُرِك الصراع ليحسمه أقوى المنافسين، وفي اللحظات المناسبة باستخدام القوة والعنف، ليضيق بعدها مجال المنافسة في ذرّيته ضماناً لاستقرار القبيلة وتقليص عدد المتنافسين.

وفي أحيان أخرى تمكّن بعض شيوخ القبائل من حسم المنافسة والصراع عن طريق اختيار الخلف في أثناء حياة الشيخ، أو باختيار عدد من الشخصيات من ذوي المكانة الكبيرة في القبيلة ليقوموا بدورهم في اختيار الوريث بعد وفاته.

كل تلك الطرق شكلت أدواتٍ، بعضها فات عليه الزمن ولم يعد مقبولاً أو ممكناً في هذا الوقت كأسلوب استخدام القوة والعنف لحسم المنافسة، وبعضها الآخر لايزال متاحاً يستخدمه البعض، ويتجنب استخدامه البعض الآخر.

شيء وحيد مؤكد في قراءتنا لتاريخ القبائل هو أن تأجيل الحسم يطيل أمد المنافسة والصراع، ويقلّص فرص الاستقرار، ويملأ الجو بكثير من الترقب والإحباط بانتظار حسم الزمن!!

back to top