يا بلدنا... اسمعي كلماتنا الطيّبة!

نشر في 11-07-2008
آخر تحديث 11-07-2008 | 00:00
 محمد الرطيان ...والإهداء أيضاً إلى العم مرزوق!

(1)

لماذا نـُصاب بالفزع من بعض الكلمات التي تـُقال عنـّا، وعن أوضاعنا الداخليّة؟

علينا أن نفزع من الكلمات التي (لا تـُقال)...

أو تلك التي تـُقال همساً في الأقبية، والمجالس السرية، والأماكن المظلمة.

(2)

الكلمة التي (تـُقال) لا تـُخيف...

الكلمة التي (لا تـُقال) مخيفة جداً، ولا تدري بأي لغة ستأتي.

الكلمة التي (تـُقال) هي كلمة صحية -حتى إن اختلفنا معها- لأنها تـُقال في الهواء الطلق.

الكلمة التي (لا تـُقال) هي كلمة مريضة -حتى إن اتفقنا معها- لأنها تخرج من الظلام والأماكن الخانقة.

الكلمة التي (تـُقال) هي كلمة شجاعة، وصاحبها شجاع.

الكلمة التي (لا تـُقال) هي كلمة خائفة، أو خائنة، أو تخطط لشيء مـُربك!

الكلمة التي (تـُقال): علاج.

الكلمة التي (لا تـُقال): مرض!

(3)

«الكلمة» التي يـُغلق في وجهها باب التلفزيون الرسمي، ستجد ألف محطة فضائية تفتح لها الأبواب والنوافذ.

«الكلمة» التي تستقبلها الصحيفة بمقص يُمزق ملابسها، ستذهب إلى الإنترنت، ليزفّها إلى كل الأرجاء، عبر ألف موقع وموقع، وهي بكامل ملابسها الأنيقة.

(4)

لم نعد بحاجة إلى أن نفعل مثل المراهقين ونكتب (لا) على أحد الجدران في إحدى الحارات الضيقة.

«الإنترنت» يمنحنا جداراً إلكترونياً نكتب عليه الـ(لا) وتراها كل الحارات في كل الدنيا، ولن يستطيع أعتى «رئيس بلدية» أن يقوم بمسح «خربشات» الأولاد الأحرار من الشوارع الإلكترونية، و«تنظيف» جدرانها الافتراضية.

(5)

لا تخافوا من «الكلمات»...

خافوا من «الصمـت» عندما يخرج من قبوه المظلم/الموحش/ البارد/الخانق.. ويصرخ فجأة!

(6)

في زمن البث الفضائي المفتوح...

في زمن الإنترنت...

في زمن الهواتف النقّالة التي بإمكانها استقبال «كتاب» كامل عبر رسالة قصيرة.

في هذا الزمن، الذي تنتقل فيه المعلومة أسرع من الإشاعة، والخبر يكاد يصل إليك حتى قبل أن يحدث!

في زمن ثورة التقنية، ووسائل الاتصال: أي ساذج هذا الذي يظن أن «كلماتنا» ستبقى حبيسة في أفواهنا؟!

(7)

يا بلدنا... أسمعي «كلماتنا» الطيّبة.

فنحن أولادك الطيبون، الذين يحبونك، ويخافون عليك أن تـُصابي بالصمم!

back to top