ساحة القلم

نشر في 02-06-2007
آخر تحديث 02-06-2007 | 00:00
 سعاد المعجل حين تلقيت الدعوة للكتابة في أول ظهور لجريدة «الجريدة»، لم أجدني حائرة عند انتقاء الكلمات، أو الموضوع فـ«الجريدة» ما هي إلا مشروع آخر جديد، من مشاريع بناء الكويت الحديثة ... الكويت الديمقراطية وكويت الحريات.

شكّل الغزو وتبعاته المحرك والدافع الأول، الذي ألقى بي في بحر الكتابة ... لم أكتب أبداً في أي جريدة قبل الغزو ... ولم يدفعني الغزو على بشاعته وجنونه إلى أن أكتب ... وإنما الذي دفعني حقاً إلى أن أخوض جهاد القلم، هو حال الكويت بعد جلاء القوات الغازية وبعد أن تفجرت في الكويت حمّى إعادة الإعمار ... التي اتخذت ألف شكل وهيئة فيما عدا هيئة الإعمار الحق!

كان التخبط في إعادة إعمار الكويت محركاً أساسياً، حرك أقلام الكثيرين بخلاف قلمي!

كانت تلك الأقلام -خاصة في المرحلة الأولى من التحرير- صادقة ومهمومة بما آلت إليه أحلامها في كويت جديدة ... وردية المظهر والجوهر، من تشويه واغتصاب طال الأوجه كلها في الكويت الجريحة الخارجة من آتون فوهة الحريق والدخان، فكان ذلك الدافع الأول لأقلام وطنية كثيرة، أصرت على بلوغ الشهادة، واستمرت في جهادها، الذي صار أكثر شراسة خاصة مع ما أفرزته فوضى ما بعد الغزو من أعداء داخليين اتضح أن خطرهم أعمق وأشد على الكويت من خطر جيوش الغزو المحتلة!

حالة الفوضى هذه أدت، وكما نعلم جميعاً، إلى يأس أصاب العديد من الأقلام الوطنية المخلصة، وبالتالي أدى إلى تراجعها، واستكانتها للوضع القائم والمفروض فرضاً. لكن في المقابل، استمرت أقلام أخرى رأت أن التراجع أو المساومة على ما فيه مصلحة الوطن والمواطن قد يشكل خيانة وجريمة في حق الكويت، التي هي في أمّس الحاجة إلى تواصل جهود المخلصين في قلمهم لمواجهة التحدي الشرس الذي أصبح يشكله أرباب الفساد وأعداء الوطن!

اليوم... وفي ظل التمدد السريع الذي تشهده ساحة الكويت الإعلامية، ومع تضاعف أعداء الصحف اليومية التي صدرت، وستصدر في المستقبل القريب، تصبح الحاجة مضاعفة إلى المزيد من الأقلام الوطنية المخلصة، التي لا يحركها إلا مصلحة الوطن ومصلحة المواطن.

وتلك دعوى موصولة إلى الأقلام الوطنية جميعها، التي أحبطها واقع الكويت المحزن لكي تعود من جديد إلى ساحة القلم، وأن تستأنف جهادها مع صحف جديدة أدمنت حب الكويت، وعاهدت الله على الذود عنه وعن ثرواته ومقدراته ومستقبله!

حين تلقيت الدعوة للكتابة في أول ظهور لجريدة «الجريدة»، لم أجدني حائرة عند انتقاء الكلمات، أو الموضوع فـ«الجريدة» ما هي إلا مشروع آخر جديد، من مشاريع بناء الكويت الحديثة ... الكويت الديمقراطية وكويت الحريات... والنهج الوطني المخلص. وبالتالي فقد كان من السهل علي جداً أن استرسل في كتابتي، وأنا تحت سقف حرية ومسؤولية لا حدود لهما.

لن استخدم هنا «كليشيه» التهنئة التقليدي في حديثي إلى جريدة «الجريدة»، فالمسؤولية الوطنية الملقاة على عاتق طاقمها، هي أبعد وأكبر من أن تحتويها كلمات التهنئة كلها، وهي مسؤولية أكاد أجزم ومنذ الإصدار الأول بأنها هدف «الجريدة» الأول، والذي سيعينها فيه ثلة من مجاهدي ساحة القلم ... في مهمة شاقة لفتحملفات الكويت من دون مساومة ... ومن دون رياء!!

back to top