رحل أحد رموز العقول النيرة المتميزة

نشر في 11-03-2008
آخر تحديث 11-03-2008 | 00:00
 صلاح مضف المضف رحل إلى جوار ربه أحد أبناء الكويت المتميزين الذي بدأ حياته شعلة من النشاط، وأنهاها بمثل ما ابتدأ فيها... أحمد الربعي لن تكفيه سطور في مقالنا المتواضع ولن تفيه مقالات نشرت وامتلأت الصحف بها فور وفاته، فكانت جنازته علماً يرفرف بين أيادي أهل الكويت الذين هبوا يتسابقون في حمل نعشه، الذي، بكل أسف، لم تسنح لي شخصياً الفرصة لحمله... وكانت الطوابير خارج منزله لعزاء النساء ملفته للأنظار.

لن أستطيع كتابة أكثر مما سطره الزملاء الكتاب من رثاء، ولن أستطيع ذكر ما سرده زملاؤه وأصدقاؤه ورفاق دربه، ولكن ما أود ذكره هو موقف واحد بيني وبين «أبو قتيبة» عندما بدأت نشاطي السياسي في العقد الماضي، وشرفني بزيارته إلى ديوانيتي، وقال لي: «جئت هنا لزيارتك ليس من باب المجاملة... ولكن لأقول لك فقط إنني أرى فيك المستقبل فلا تتوان في خدمة الكويت ولا يثنيك أحد أو يحبطك... فسوف تجد الأعداء والخصوم كثيرين فلا يرهبونك أبداً فيما تقوم به من تحركات، فأنت أحد أبناء الكويت التي تنتظر منك العطاء مهما بلغ الثمن»... وها أنا اليوم أمارس نشاطي السياسي بكل حماسة وتفاؤل منذ ما يقارب اكثر من 15 عاما، وكانت كلمة أحمد الربعي بمنزلة الطاقة التي جعلتني استمر والمضي قدماً حتى هذه اللحظة في العمل السياسي الذي يحتاج إلى الاستمرار والتضحيات حتى النفس الأخير لخدمة بلدنا الكويت.

كان أحمد الربعي شعلة نشاط حتى النفس الأخير، وأقول لك يا أبا قتيبة لقد رحلت، ولكنك خلّفت بعدك عقولاً كثيرة نيرة تتطلع إلى المستقبل بكل تفاؤل وجمال بفضل نظرتك الجميلة المتفائلة للحياة التي بقيت راسخة معهم وفي وجدانهم.

اسأل الله الصبر والسلوان لأسرتك الكريمة ولنا جميعاً... إنا لله وإنا إليه راجعون.

back to top