خان شيخون قيد السقوط... وقوات برية روسية في البوكمال

• فصائل أنقرة تحشد لمعركتين
• «داعش» يضرب في القامشلي
• الترحيل ينتظر اللاجئين بألمانيا

نشر في 19-08-2019
آخر تحديث 19-08-2019 | 00:05
عناصر أمن ومدنيون في موقع انفجار السيارة المفخّخة في القامشلي أمس (أ ف ب)
عناصر أمن ومدنيون في موقع انفجار السيارة المفخّخة في القامشلي أمس (أ ف ب)
دخلت حرب سورية مرحلة معقدة وضبابية، مع تضييق دمشق الخناق أكثر على مدينة خان شيخون، التي تعد أكبر مدن ريف إدلب، تزامناً مع نشر موسكو قوات برية لأول مرة في البوكمال بدير الزور، وإصرار أنقرة على تطهير منطقة شرق الفرات من الوحدات الكردية المدعومة أميركياً.
مع وصول مجموعات من القوات البرية الروسية لأول مرة إلى منطقة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي، باتت قوات جيش الرئيس السوري بشار الأسد أمس، على بعد كيلومتر فقط من مدينة خان شيخون في جنوب إدلب حيث تدور معارك عنيفة مع الفصائل الجهادية والمقاتلة بقيادة جبهة النصرة سابقاً أسفرت عن مقتل 37 من الطرفين.

ووفق مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن، فإن قوات النظام، التي تحاول منذ أيام التقدم باتجاه كبرى مدن ريف إدلب الجنوبي، التي يمّر فيها طريق استراتيجي سريع يربط حلب بدمشق، "باتت على تخوم خان شيخون من الغرب"، موضحاً أنها قوات تحاول التقدم أيضاً من الجهة الشرقية، لكنها تواجه "مقاومة عنيفة" من الفصائل.

وأكد المرصد سيطرة قوات النظام أمس، على قرية تل النار القريبة وباتت بذلك على بعد ثلاثة كيلومترات من الطريق الدولي حلب - دمشق، الذي تسيطر الفصائل المقاتلة والجهادية على جزء منه يمر من محافظة إدلب.

ويشكل الطريق شرياناً حيوياً يربط بين أبرز المدن تحت سيطرة قوات النظام من حلب شمالاً مروراً بحماة وحمص وسطاً ثم دمشق وصولاً إلى معبر نصيب الحدودي مع الأردن.

دعم إدلب

في المقابل، بدأت أرتال من الفصائل العامل في ريف حلب والمدعومة تركياً، بالتوجه إلى ريف حماة لمؤازرة إدلب في التصدي للحملة العسكرية، التي تسببت منذ نهاية أبريل، وفق المرصد، بمقتل أكثر من 862 مدنياً، فضلاً عن أكثر من 1370 مقاتلاً من الفصائل وأكثر من 1200 عنصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها.

وأوضح قيادي في المعارضة أن عناصر من فصائل "الجبهة الشامية" و"أحرار الشرقية" و"فيلق الرحمن" مجهزة بأسلحة ثقيلة ونوعية توجهت من ريف حلب الشمالي إلى ريفي حماة وإدلب، بعد تنسيق ضمن غرفة عمليات مشتركة.

ويتزامن ذلك مع تحضيرات فصائل حلب لخوض معركة ضد وحدات حماية الشعب الكردية في منطقة شرق الفرات، إلى جانب تركيا، التي تهدد مراراً بشن عملية عسكرية من أجل إنشاء منطقة آمنة.

وكشفت تقارير تركية عن احتمال عقد اتفاق بين أنقرة ودمشق بوساطة روسية- إيرانية لإنشاء المنطقة الآمنة وإخراج الوحدات الكردية منها، في خطوة تبدو مُرضية لجميع الأطراف على الرغم من استمرار الجدل مع واشنطن حول عمق وامتدادها.

وفي تطور لافت، وصلت مجموعات من القوات الروسية البرية لأول مرة إلى منطقة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي على مقربة من الحدود السورية العراقية.

وذكرت مصادر عراقية أن "مجموعات من الجيش الروسي دخلت إلى بلدة الجلاء الواقعة على الضفة اليسرى من نهر الفرات وذلك بعد قدومها من مدينة دير الزور التي تسيطر عليها قوات النظام"، موضحة أنها تمركزت فيها".

ولم يتبين، بحسب المصادر، ما إذا كانت القوات الروسية تلك ستقوم بإنشاء مواقع وقواعد دائمة لها في المنطقة أم لا، مشيرة إلى أن "المنطقة التي وصلت إليها القوات الروسية تقع مباشرة قبالة مدينة هجين التي تخضع لسيطرة قوات سورية الديمقراطية (قسد)" المدعومة من واشنطن.

وبعد توعده يوم الأحد بتكثيف هجماته على القوات الأميركية وحلفائها الأكراد، تبنى تنظيم "داعش" أمس هجوماً بسيارة مفخخة في حي الأربوية قرب مدرسة الصناعة بمدينة القامشلي أسفر عن مقتل ثلاثة من بينهم شرطي وإصابة ثلاثة من قوى الأمن الداخلي (الأسايش).

وكثف التنظيم عملياته الأمنية في مناطق الإدارة الذاتية خلال الأشهر الماضية تحت عنوان "غزوة الاستنزاف"، وطالت هجماته دوريات ومقرات عسكرية تابعة للقوات العسكرية والأمنية في المنطقة ذات الغالبية الكردية.

سياسياً، وصل رئيس مجموعة الصداقة بين برلماني روسيا وسورية النائب في مجلس الدوما دميتري سابلين إلى سورية للقاء الأسد وزيارة إحدى السفن الحربية الروسية في طرطوس ومعسكر لاستجمام أبناء شهداء الجيش السوري في اللاذقية.

ترحيل اللاجئين

وفي أحدث وأوضح تصريح من نوعه، لوح وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر أمس بسحب اللجوء من أي سوري زار سورية بعد منحه قرار الحماية، معتبراً أن من يفعل ذلك إنما يكذّب مزاعم تعرضه للاضطهاد، التي نال على أساسها حق الحماية.

وأشار هورست إلى أنه إذا كان المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين على علم بسفر طالب اللجوء إلى البلد الأصلي، فستدرس السلطات على الفور إلغاء وضعه كلاجئ.

وبعد النجاة من نزوح قسري متكرر، يجب على الكثير من اللاجئين السوريين في إسطنبول أن يفكروا في المخاطر الجديدة وأن يواجهوا مخاوف للانتقال إلى أي مكان آخر في تركيا أو العودة إلى ما تبقى من منازلهم وإلى حرب بلا نهاية. قد لا يكون الخيار بأيديهم.

ولا يعرف أحد ماذا سيحدث غداً عند انتهاء الموعد النهائي الذي حدده محافظ إسطنبول للاجئين السوريين غير المسجلين في العاصمة المالية لتركيا للعودة إلى المحافظات التي تم تسجيلهم فيها لأول مرة، أو مواجهة الترحيل.

يوجد في إسطنبول 547 ألفاً و943 سوريا تحت "الحماية المؤقتة"، وفقاً لبيانات وزارة الداخلية. ويقول الخبراء إن أمر المحافظ قد يؤثر على 300 ألف لاجئ سوري غير مسجلين.

أنباء عن اتفاق سوري - تركي على المنطقة الآمنة
back to top