عوائد السندات الأميركية تواصل تراجعها لمستويات قياسية

ترامب: منحنى العائد «مجنون» وجيروم باول لا يعرف ما يفعل

نشر في 16-08-2019
آخر تحديث 16-08-2019 | 00:04
No Image Caption
تراجع عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 30 عاماً لأدنى مستوى على الإطلاق وسط حالة عدم اليقين إزاء النمو الاقتصادي العالمي، بعد بيانات اقتصادية مخيبة للآمال في الصين.
واصل العائد على سندات الخزانة الأميركية «أجل 30 عاماً»، التراجع في تعاملات أمس، ليسجل مستوى قياسياً متدنياً جديداً.

وهبط العائد بمقدار نقطة واحدة عند 2.014 في المئة، بعد أن انخفض أدنى مستوى 2 في المئة عند 1.9689 في المئة في وقت سابق من التعاملات.

ومع ذلك لا يزال العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 30 عاماً أعلى من العائد على أي سندات ذات نفس فترة الاستحقاق حول العالم.

وكان العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 30 عاماً تجاوز أمس أدنى مستوى على الإطلاق تم تسجيله قبل ذلك في يوليو 2016 حينما وصل إلى 2.09 في المئة، وخلال تلك الفترة ارتفع العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات بمقدار نقطة عند 1.59 في المئة.

وفي حين هبط العائد على سندات الخزانة لآجل عامين بمقدار نقطة واحدة مسجلاً 1.571 في المئة، انعكس أمس منحنى العائد بين السندات ذات فترة استحقاق عامين و10 أعوام لأول مرة منذ 2007.

وتأتي التطورات الراهنة في سوق السندات الأميركية وسط مخاوف تباطؤ النمو الاقتصاد العالمي، بعد الكشف عن عدد من البيانات السلبية.

ومن المقرر أن يتم إعلان بيانات مبيعات التجزئة ومؤشر إمباير ستيت للإنتاج الصناعي وطلبات إعانة البطالة في الولايات المتحدة.

وقالت جانيت يلين رئيسة مجلس الاحتياطي الفدرالي السابقة، إن الولايات المتحدة على الأرجح لن تدخل في حالة ركود اقتصادي.

وأضافت يلين في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» «أعتقد أن الاقتصاد الأميركي لديه قدرة كافية على تجنب الركود».

وعلى الرغم من ذلك، ذكرت يلين أن احتمالات الركود الاقتصادي ارتفعت بشكل واضح وأعلى مما كانت تتوقع.

وقالت إن الانخفاض في عائدات السندات الأميركية التي أثارت المخاوف من تباطؤ اقتصادي قادم قد يكون مدفوعاً «بعدة عوامل» لم توضحها.

وتراجع عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 30 عاماً لأدنى مستوى على الإطلاق وسط حالة عدم اليقين إزاء النمو الاقتصادي العالمي، بعد بيانات اقتصادية مخيبة للآمال في الصين.

كما وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب منحنى العائد بـ«المجنون» في إحدى تغريداته، وأن جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي لا يعرف ما يفعل.

وجدد ترامب انتقاداته لمجلس الاحتياطي الاتحادي قائلاً، إنه بطيء في تغيير سياسته النقدية، حاثاً إياه على التحرك بسرعة أكبر بعد أن خفض البنك المركزي الأميركي أسعار الفائدة القصيرة الأجل ربع نقطة مئوية الشهر الماضي.

وفي تغريدة على «تويتر»، قال ترامب إن مجلس الاحتياطي الاتحادي «تحرك بمنتهى السرعة» عندما رفع أسعار الفائدة في السابق، لكنه الآن «متأخر جداً جداً» في خفض الفائدة.

وفي وقت سابق هذا الشهر، حثّ ترامب البنك المركزي على خفض أسعار الفائدة بمقدار نقطة مئوية كاملة.

وشهدت بورصة وول ستريت موجة مبيعات حادة أمس الأول، دفعت المؤشر داو جونز الصناعي إلى تسجيل أكبر هبوط ليوم واحد لناحية عدد النقاط منذ أكتوبر 2018 مع تزايد مخاوف المستثمرين من ركود عالمي.

وأنهى داو جونز جلسة التداول منخفضاً 801.10 نقطة، أو 3.05 في المئة، إلى 25479.42 نقطة في حين هبط المؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقاً 85.72 نقطة أو 2.93 في المئة، ليغلق عند 2840.60 نقطة.

وتتزامن خسائر البورصة الأميركية مع بيانات صينية مخيبة للآمال، إذ ارتفع الإنتاج الصناعي بأبطأ وتيرة في 17 عاماً.

وسجل كل من المؤشرين القياسيين أدنى مستوى إغلاق في شهرين.

وأغلق المؤشر ناسداك المجمع منخفضاً 242.42 نقطة، أو 3.02 في المئة، إلى 7773.94 نقطة.

الأسهم اليابانية

وتراجعت أسهم طوكيو بشكل حاد، أمس، دافعة المؤشر الرئيسي للإغلاق عند أدنى مستوى له خلال ستة أشهر بعد عمليات البيع الواسعة النطاق التي شهدتها بورصة «وول ستريت» مساء أمس الأول.

وخسر مؤشر «نيكي» الرئيسي والمكون من 225 سهماً 249.48 نقطة أو 1.21 في المئة أمس، ليصل إلى 20.405.65 نقطة وهو أدنى مستوى إغلاق له منذ 8 فبراير الماضي.

وانخفض مؤشر أسعار أسهم بورصة طوكيو الأوسع نطاقاً الذي يشمل جميع الأسهم في القسم الأول من السوق أيضاً بمقدار 15.65 نقطة أو

1.04 في المئة ليصل إلى 1.483.85 نقطة مع خسارة 33 قطاعاً في البورصة.

الذهب ينخفض

كما تراجعت أسعار الذهب أمس، مع بيع المستثمرين المعدن الأصفر لجني الأرباح، بعد أن ارتفع نحو 1 في المئة في الجلسة السابقة بفضل عمليات شراء لأصول الملاذ الآمن في ظل مخاوف من أن انخفاضاً تاريخياً في عوائد سندات الخزنة الأميركية الطويلة الأجل ربما يُنذر بركود عالمي.

ونزل الذهب في المعاملات الفورية 0.2 في المئة إلى 1512.45 دولاراً للأوقية «الأونصة». وتراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.3 في المئة إلى 1523 دولاراً.

وقال بنجامين لو المحلل لدى فيليب فيوتشرز «نرى تحركاً صوب الأمان، ثقة السوق مهتزة قليلاً. نرى الاقتصاد يُظهر مؤشرات على الضعف وبدأ في التباطؤ في النصف الثاني من العام الجاري، مما يدعم الذهب».

وانقلب منحنى العائد على السندات الأميركية لجلسة التداول الثانية على التوالي أمس، وأطلق انقلاب منحنى العائد، الذي يشير تاريخياً إلى ركود وشيك، تدافعاً كثيفاً صوب أصول الملاذ الآمن.

وسيطرت مخاوف من حدوث ركود عالمي على الأسواق المالية في أنحاء العالم في الوقت الذي انخفضت فيه الأسهم لأدنى مستوى في أكثر من عامين اليوم، مقتفية أثر هبوط سجلته وول ستريت.

وتشير بيانات اقتصادية من الصين وألمانيا إلى ضعف الاقتصاد العالمي، الذي يتضرر من تفاقم الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، وانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي وتوترات جيوسياسية.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة 0.4 في المئة إلى 17.15 دولاراً للأوقية.

وبح البلاتين 0.1 في المئة إلى 841.50 دولاراً للأوقية وارتفع البلاديوم 0.6 في المئة إلى 1432.64 دولاراً.

التطورات الراهنة تأتي وسط مخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي
back to top