تقرير محلي : «الأوقاف» نجحت في الحج الميسّر و«البدون» وفشلت بالأسعار!

نشر في 16-08-2019
آخر تحديث 16-08-2019 | 00:06
وصول الحجاج إلى البلاد
وصول الحجاج إلى البلاد
مع عودة الحجاج إلى البلاد بعد أداء مناسك الحج، تفتح "الجريدة" ملف الحج لإجراء كشف حساب للوقوف على مكامن الإيجابيات والسلبيات، حيث إنه في الوقت الذي حققت فيه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية نجاحا ملحوظا في بعض الملفات، إلا أن هذا النجاح لم يكتمل في ظل وجود سلبيات تتطلب إعادة تقييم من المسؤولين، خصوصا فيما يتعلق بأسعار بعض الحملات التي تتجاوز أسعارها آلاف الدنانير.

ومن المظاهر الإيجابية في موسم الحج هذا العام، أن الوزارة سمحت بتسجيل الحجاج قبل وقت كاف، حتى يتسنى للجميع التسجيل دون معوقات، لكن هذا العام، ومن منطلق حرص المسؤولين في وزارة الأوقاف وعلى رأسهم الوزير فهد الشعلة، وبهدف تسهيل إجراءات التسجيل لفئات غير قادرة على أداء فريضة الحج، فقد أطلقت مشروع "الحج الميسر"، إذ اعتمدت 7 حملات للحج الميسر بقيمة لا تتجاوز 1300 دينار، وأتاحت الفرصة أمام جميع الكويتيين لمن لم يسبق له الحج بسعر ميسر وخدمات متنوعة.

هذا النظام الذي يطبق لأول مرة في الوزارة، لاقى استحسان كثير من الحجاج الذين بادروا بالتسجيل في الموقع الإلكتروني الذي خصصته إدارة شؤون الحج والعمرة لهذا الغرض، لاسيما أنه كان وفق نظام محدد وواضح، إذ كانت أولوية التسجيل للأكبر سنّا، وتمت الموافقة على جميع المسجلين في النظام الخاص بالمواطنين الكويتيين، مما يؤكد أن الحج الميسر كان خطوة في الاتجاه الصحيح نحو محاربة الأسعار وللتخفيف عن بعض المواطنين الذين يرغبون في أداء هذه الفريضة.

حج البدون

فيما يتعلق بحج "البدون"، اتخذت الوزارة الشفافية في آلية تسجيل الحجاج البدون شعارا لها، بتعليمات من الوزير الشعلة، الذي شدد على أهمية الالتزام بالشروط التي وضعتها الوزارة لتمكين المستحقين من البدون من أداء فريضة الحج، وبذلت إدارة شؤون الحج والعمرة بإشراف ومتابعة الوكيل المساعد للإعلام والعلاقات الخارجية، محمد المطيري، والمراقب سطام المزين، جهودا كبيرة لقبول من تنطبق عليهم الشروط المطلوبة وفق الإمكانات المتوافرة، لاسيما أن العدد المخصص للبدون 1000 حاج فقط، في حين تجاوز عدد المتقدمين 7200 حاج.

المتابع لتسجيل الحجاج البدون هذا العام، يدرك تماما أن تطبيق تلك الآلية الميسرة لم يكن بسهولة، بل كان حازما تجلى بشكل واضح في آلية التسجيل، خصوصا مع الأعداد الضخمة التي تقدمت للتسجيل، فقد اتخذت الوزارة ممثلة في إدارة شؤون الحج والعمرة، موقفا صارما وشديدا برفض كل حالة لا تنطبق عليها الشروط، أهمها أن تكون الأولوية فيها لكبار السن، ومن لم يسبق له الحج، كما اتضح ذلك بشكل أكبر بعد رفض الوزارة أي تلاعب في كل حالة مرافقة من كبار السن تعثّر ذهابها، إذ طال الرفض كل الحالات التي اعتذر فيها كبير السن عن عدم الذهاب، لأن الموافقة جاءت نظرا لتوافر شرط السن عليه.

وعلى الرغم من النجاح الذي تحقق هذا العام في تسجيل 1000 حاج كويتي في الحج الميسر، ومثلهم من البدون، يبقى موضوع ارتفاع أسعار حملات الحج الكويتية، القضية التي تبحث عن حل جذري مع دخول موسم الحج في كل عام، لاسيما أن الوزارة لم تستطع وضع حد لارتفاع الأسعار في بعض الحملات التي تبلغ التكلفة فيها 3 و4 آلاف دينار، أو أكثر، الأمر الذي اضطر بعض المواطنين إلى الذهاب عن طريق حملات سعودية بعد الذهاب هناك قبل بداية موسم الحج بأيام!

وإذا كانت الوزارة قادرة على إقرار قانون محدد للأسعار، كما فعلت في الحج الميسر وحج البدون، فلماذا لا تطبق هذه الخطوة على جميع الحملات؟!، مع مراعاة أنه يجب أن تكون هناك أسعار متقاربة ومقبولة في متناول الجميع، خصوصا أن هذا الموضوع يظهر على السطح في كل عام أمام المسؤولين في وزارة الأوقاف، مما يحتم ضرورة اتخاذ خطوات فاعلة وجذرية للحد من الأسعار "الخيالية" في الأعوام القادمة.

مطالبات بتحديد أسعار متقاربة ومعقولة وفي متناول الجميع

إجراءات حازمة ضد المتلاعبين بتسجيل الحجاج البدون

7 حملات للحج الميسّر بتكلفة لا تتجاوز 1300 دينار
back to top