آمال : ديمقراطية بعد الفلتر

نشر في 15-08-2019
آخر تحديث 15-08-2019 | 00:20
 محمد الوشيحي خرج علينا أحد الإخوة المقيمين العرب باقتراح ظاهره صحيح وباطنه مليء بالخطأ: "لماذا لا تفرض الحكومة رسوماً على مرتادي الشواطئ، وتوجّه أموال الرسوم إلى تعديل هذه الشواطئ وترتيبها وتجهيزها بالخدمات؟".

قالها بنِيَّة طيبة، كما بدا لي، لكن أيضاً بجهلٍ بواقع الحال. هو لا يعلم أن الحكومة، أو وزارة البلدية تحديداً، لا تنقصها الأموال ولا تعاني ضعفاً في الميزانية، كي تقوم بتعديل الشواطئ وترتيبها، خصوصاً أن عملاً كهذا لا يحتاج إلى أرقام كبيرة من رزم البنكنوت. إنما ينقصها شيء أبعد من ذلك.

ينقص البلدية، والحكومة من خلفها، الاهتمام بصوت الناخب، لأنها لا تأتي عبر صناديق الانتخابات، ولا يهمها إرضاء الناخب، وفي مقابلها برلمان لم يأتِ، كما نعلم، بالطرق المشروعة، وبالتالي فلا وجود هنا لأهمية صوت الناخب، وهذا ما جعل "القَرعة ترعى" كما تشتهي، بلا حسيب ولا رقيب.

ولا أبالغ إن قلت إن كل أسباب تخلّفنا وسنوات تيهنا سببها غياب الديمقراطية الحقيقية. فما تراه الآن ليس إلا "ديمقراطية بعد الفلتر"، ليس الصورة الحقيقية. ويعرف ما أقول مستخدمو برامج التواصل التي توفّر "فلاتر التجميل" عند التقاط الصور، إذ تمكّن المستخدم من إضافة فلاتر، كفلتر زيادة الإضاءة، أو التعتيم، أو تركيز الألوان، أو غير ذلك.

ومن هذا نقول للأخ المقيم: شكراً لاهتمامك، ونعتذر منك لضيق ذات الرغبة.

back to top